منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رحلت زوجتــي (ميمونة احمد)......
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2020, 11:15 AM   #1
ميمونة احمد
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية ميمونة احمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ميمونة احمد غير متواجد حاليا

افتراضي رحلت زوجتــي (ميمونة احمد)......


رحلت زوجتي!"
#ميمونة_أحمد
جالساً عند قبر زوجته، و دموعه تشق طريقها على وجنتيه:
_ها قد مضى الشتاء بأمطاره، و ثلوجه التي كست الأرض بغطاءاً أبيض، و أكسبت الأشجار حلى بيضاء؛ و ها هو الربيع يطل بنساماته الدافئة، و أزهاره المتفتحة ذات الروائح الذكية. آهاً يا عزيزتي لقد أشتقت إليكِ كثيراً، لقد مضى عاماً على وفاتك يا جوريتي. ههه مازلت حتى الآن أناديكِ بهذا الإسم، بالرغم من أن آسمكِ فاطمة..مازلت أذكر المرة الأولى التي أسميتك بهذا الإسم، عندما شاهدتك في محل الأزهار الذي تمتلكه والدتك، رأيتك تسقين ورود الجوري، لقد كان وجهك يشع نوراً..و مع أنها كانت نظرة بريئة، لم تتعد الثواني، إلا أنها كانت كافية لتحدِث داخلي حرباً من المشاعر، لم تكن لتهدأ، حتى لو كسبت تلك الحرب!

ثم أكمل بعد أن تنهد تنهيدة طويلة، مثقلة بمشاعر صادقة لم يمحها طول الزمان:
_ لقد خطفتِ قلبي منذ تلك اللحظة..يا جوريتي!

إبتسم إبتسامة حزينة، ثم أردف:
_في ذلك اليوم لم أستطع إخراجك من قلبي و لا حتى عقلي، و كأنك أعلنت ملكيتك عليهما؛ قررت أن أعرف كل شيئاً عنكِ، لكي أتقدم لخطبتك..و هذا ماحدث فبعد مرور أيام صارحت والدتي برغبةِ في الزواج منكِ، أتعلمين؟ لقد فرحت آنذاك والدتي بشدة؛ خاصةً بعد أن علِمت هويتك.

زواجي منكِ كان من ضمن أجمل الأشياء التي حدثت معي؛ لقد كنتِ لى خيرة زوجة، و الله يشهد على ذلك. لكن فرحتي لم تدم، فبسبب ذلك الحادث فقدتك و فقدت معكِ جزءاً كبير من حياتي لن يعوضه إلا وجودك..أنا لست معترضاً على قضاء الله، لكن شوقي إليك يزداد كل يوم، أراكِ في وجه كل شخصاً كان قريباً من قلبك، و بالأخص طفلينا جوري و جاد، ذلك التوأم المشاكس_حفظهما الله. و بالحديث عنهما، نسيت أخبارك أنهما أتما عامهما الثاني، أصبحا نسخة صغيرة عنكِ يا عزيزتي..آه أوشكت أن أنسى أيضا_ههههه لقد أصبحت كثير النسيان، يبدوا أنني سأصبح عجوزاً قريباً_ أن أخبرك بأن صديقي سليم_ تذىكرينه؟_ قد تزوج بتلك الممرضة التي تشاجر معها في المستشفى، عندما كنت طريح الفراش فيه؛ لقد كنت محقة عندما قلت أنهما يناسبان بعضهما، لطالما كانت لديك نظرة خاصة في فهم الأمور.

صمت قليلاً و هو يحاول كبت دموعه:
_أخبرني جوريتي، كيف أستطيع العيش بدونك؟ أنا حقاً أتألم لفراقك، لقد أصبحت كجسداً بلا روح! بالله عليك أخبرني؟ لم أعد بإمكانِ التحمل، ظننت أن وجود طفلينا سيساعدني على التغلب على حزني، لكن كلما نظرت إليهما أتذكرك، و يزداد بذلك إشتياقي إليكِ.

مسح تلك الدمعة التي تسللت من عينه، و هو يحاول الإبتسام مجدداً :
_ لا تغضبي جوريتي، لن أبكي مرة أخرى، لقد وعدتك بأن أصبر على فراقك، و سأحاول بكل جهدي الحفاظ على وعدي، حتى نجتمع مرة أخرى في الجنة يا جنتي..و أكمل بهمس:
_فلتعلمي يا غالية قلبي و سكنها، بأنكِ كنتِ و مازلتي من أجمل النعم التي أنعم الله بها علي، فالحمد و الشكر له قبل كل شيء على نعمته التي لا تقدر بأغلى الأثمان...

#ميمونة_احمد✍️✍️
#الجزائر

 

ميمونة احمد غير متصل   رد مع اقتباس