يا أيها الغصن المُسجّى عاطراً
والريحُ أزكى من شذا .. ما أطيبا !
قد كنتَ نوراً هادياً لي في الدُّجى
إلاك َمن يجلو الشقا والتعبا
يا قمرا في أفَقٍ مِن كرمٍ
في كفهِ لاح لَنا منتصبا
لو أنه يُشرقُ من مرقده
كان ملاكاً من ضياءٍ قَرُبا
نفسُ تقىً في جَدَثٍ باردةٌ
مسكٌ بروضٍ من نعيمٍ سُكِبا
نحتٌ على مرقده منتحبٌ
والدمعُ قد روّى ثراهُ صيِّبا
القلب مفجوعٌ .. رحيلٌ عاجلٌ
ولِشَيبِ رأسي قد يكون السببا
وردٌ على مدفننا محتضنٌ
نبعاً وإن قالوا ( قضى ) ما نضبا
يا رب إنا قد رضينا بالقضا
ندعـو له والذكر يبقى طيِّبا