لا علاقة على الإطلاق بين موضوع القصيدة وقيمتها ، وليست هناك قضية يحتاجها الشعر ليكون جيداً . الشعر هو القضية ..
لا يوجد تعريف للشعر . كيف لنا أن نُعرِّف ما لا يعترف بالخبرات ولا بالشبه ولا يشترط إلا الدهشة البكر . لو أمكن وضعُ تعريفٍ للشعر أو شروطٍ لتحققه لما كان الشعر عبر التاريخ سراً من أسرار الوجود ، وكائناً أسطورياً أينما وُجدت حضارة إنسانية وجدته .
الشعر المكرور المتشابه"حتى في شعر الحداثة"هو السائد والرائج بين متابعي الأدب وهذا أمر من الممكن تفسيره لا تبريره:الإنسان بطبيعته يتعامل مع الجديد -وإن كان صائباً-بتوجس ، هذا إن لم يرفض التعامل معه من الأساس؛ بينما الخطأ القديم تمنحه الألفة شرعية المقدَّس. في الإبداع:الثبات فناء
مثلما أن هناك شاعر حقيقي وشاعر زائف هناك أيضاً متلقي حقيقي وأخر زائف . إن جمهور الشعر الجيد هم قلب المجتمع وعقله . لذا : لا يقاس مدى نجاح الشعر في التواصل مع الناس بالإجابة على سؤال" كم عدد قرائه" بل على سؤال"من هم قراؤه".