[سالم حيد الجبري]

( 1 )

فيروز تصدح،
والصَّباحُ يُقرؤكِ الرَّبيع،
ولوسيندا تُهديكِ الهديل !!

لم أخبركِ بعد يا حبيبتي عن لوسيندا !!

هي حمامتي البيضاء
الَّتي لا أعرف لها سكناً !!
هي لا تتحدث بلغتي،
وأنا لا أستطيع الهديل،
غير أننا نتحادث بالمشاعر !!
تُحبُّني،
وأحبُّها !!
تعشق نافذتي،
وأعشق هديلها !!
أعتدتُ على أن أنقع لها في الماءِ
بقايا الرَّغيف في كلِّ صباحٍ،
وأضع لها الماء،
وحُبوبَ الذُّرةِ البيضاء عند النَّافذة،
وجُبلتْ هي على الخروج عن سِربها،
والحضور إلى نافذتي كلّ صباح !!
كما عاشقة تسترق اللَّحظات
لتختلي بعشيقها !!
تأنس بقربي !!
لا تخافني !!
تثق بي، وجداً !!
تأكل من يدي !!
ترفرف بالقرب منِّي
حد ملامسة وجهي،
وتتخذ من كتفي مجلسا !!

( 2 )

هذا الصَّباح يا حبيبتي
جاءتْ إليَّ لوسيندا كعادتها
غير أنَّها لم تُشنِّف مسامعي بهديلها !!
ولم تكن ترغب كثيراً في طعامها الملكي !!
لم أعتدْ من قبل على أن أُمسك بها،
وتعوَّدتْ هي على أن تتسلق ذراعي كلَّما مددتُ يدي نحوها،
لكنني هذا الصَّباح أمسكت بها
فتشت جناحيها، وتحتهما
خيفة جرحٍ،
أو أذى لربما يكون قد حلَّ بها !!
أمعنتُ النَّظر !!
دقَّقت في قدميها،
ومخالبها شبه النَّاعمة !!
لكنني لم أجد فيها مكروهاً،
أو شيئاً مما أخاف عليها !!
وبعد أن أطمأن قلبي
دفعت بها إلى النَّافذة
لكنها تشبثتْ في أصابعي برفق،
وكأنَّ بناني صغارها، وفراخها !!
تعجبت !!
جلست على الأريكة،
وصرت أمسح على ريشها !!
كان لا بد لي من الخروج
وضعتها على المنضدة،
وتركت لها النَّافذة مفتوحة،
ومضيت !!
وفي الطَّريق أنبرى في وجداني هاتفٌ يقول :

هنالك طفلة مطرٍ عاتبة صامته !!!