لم يكتُبنِي قط أحد مثلكَ ... و كأن قلمكَ ريشة عاشق ...
يرسمني ... يُجمَلني ... و يخصف على سوداويتي حريراً أبيضاً
يسترني ... و به أتعفّف عن سواه
عيناه ... آه يا عيناه
و الكون كله تضاءل و اختزلته عيناك ...
ففيكَ الهواء و الغذاء و الشراب و الثواب و العقاب و المغفرة و الذنوب و الخيال و الجمال ... فيك السكون و الاجتياح
في عينيكَ اللهفة و الغرور و الاندفاع و الأناة ... فيكَ صبر و يسر و عسر و همس صداه صراخ ...
و لونهما الذي يشبه بشفافيته شهد الحقول ... و بعمقهما بئر لا يسقي كل النساء ...
يا من عرفَني أكثر منّي ... و عرَّفتُه إلى نفسِه ... حقا ... نحن التائهين الذَين حين التقيا ... ضاعا عن سبل الحياة
و أغلقا باب المتاهة على أمل ألا يجِدا مخرجاً ...