نشيد الجسد ٢
أريدُ للرياح…
أن تقتلع جلدي
وأن تحفُر في جسدي
أريد للرياح أن تركض
في ممرات العظام
المكدسة
فحماً وظِلال
أريد أن…
يصبح ساعدي ناياً
تجري عبرهُ رياح نيسان
وبـ شفاهٍ صفراء حادة
تعزفُ أغنية النار
والشمال
أريدُ أن…
يشرب الوقت وجهيّ
أن يمتص شفتي
وأن يصبح وجهيّ أبيضاً عارياً
بـ ضحكةٍ عريضة
حقيقية وصلبةً
أمام تقلبات الأحوال
أريد أن…
أرى ظل العظام يكبر
تحت شمس عصر إكتوبر
الباردة والباردة
كـ الإهمال
اريد أن…
تحط في ظلال العظام
فراشة قزحية
تقضي ليلتها الأخيرة
وهي ترأبُ صدع كبدها
بـ برادة الكبريت والهال
أريد…
للجسد الممدد
أن يلتقي مصيره البرونزي
تحت شجرةٍ حزينة…
تمطرُ أعصان مُتيبسة نحيلةً
كـ سواعد الأطفال
أريد أن تتداخل…
الأغصان مع العظام
كـ أيدي أحبة حين تشتبك
وتعانق الأناملُ الأنامل
أريد أن…
يسيل على هذا الجسد
الظلام للأبد
أريد أن…
يسقطُ على هذا الجسد
ليلُ غانيةً
مذبوح بـ أضواء المحافل
أريد أن…
يفنى هذا الجسد
بأمن
أن يُبدد بـ سهولة الوهم
وحرية الخيال
أريد أن…
يتلاشى هذا الجسد
خلف الغروب وخلف الأبعد
أن يفنى…
قصياً كـ زهرة الجبال
دون أن يرها أحد
تتفتحُ تُزهر وتذبل
وتموت دون صوتٍ
ودون أن تريق الدم المُسال
أريد لهذا الجسد…
أن يفنى على حافة الليل
قصياً بعيداً
عن طفلةً ما إنفكت
تدقُ عظمهُ بـ حجر
العبث والبحثِ والسؤال