منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - استدعاء من جانب الطور الأيسر
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2021, 10:58 AM   #2
عبدالعزيز الردادي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


"فكرة الوعي مؤلمة"
وإن تنم خيرٌ لك يا صغيري.
لا شيء يضاهي النوم في الجمال، حتى الموت.
لأنه أقل من أن يسلبك وعيك كالنوم. سيتشبث بك وعيك وستسمع وقع نعال القوم وهم يغادرون قبرك.
ما هذا الجحيم يا صاحبي ؟!
إن فكرة أن تكف عن الوعي بذاتك في حد ذاتها، فكرة مبتكرة. وتستحق الإشادة والحمد. كأنها فكرة سريالية عبقرية .
أن يتوقف ذلك الأزيز في جمجمتك، أن يبقى احتكاك الذكريات بواقعك في أقل حدود " في الأحلام" هو نجاحك الجميل وأنت لست هنا، بل هناك حيث تفقد وعيك وملابسات وجودك الموجعة مهما كانت جيدة وسعيدة.
أن تكون موجوداً هو بالضبط أن تكون مضطرباً، مدعياً بالضرورة، جيدا وسيئاً في ذات الوقت.
ذلك الضجيج للصوابية في عقلك والتي تستميت في الوصول إليها لتستميت في العمل خلافها. هناك حيث تعترف بالضعف بسهولة ولا تعترف بالجهل مهما حصل.

في صغري كنت حبيساً لسلة متنوعة من الهراءات المقنعة . أتخلص منها بشكل جيد ودوري عن طريق الفخاخ الهرمونية.
والتي تشبه عن طريق المصادفة ،قصيدة ما، تفوه بها شاعر ما. لم يدخل السجن بعد لأن ما وجد في جيوبه لا يمكن تجريمه إلا كتعاطي.
كان الأمر لذيذا كونه فوضويا ومعقدا وغريباً.
وهذه هي المواصفات المطلوبة للذة على كل حال.
لم يسع ذلك الفتى إلا أن يكون في خط موازي لكل شيء قابل للفهم وإن كان غريباً
خط الأشمغة والبناطيل، خط الشعر والنثر، خط الفكر والجنون
خط الاستسلام للذعر والهرب أو خطر الاستسلام للذعر والهجوم.
ولم يكن هناك خياراً متاحاً. في الحقيقة لم يكن هناك خيارات أبدا، ولم يكن هناك نوايا في الأصل.
كان الأمر تداعياً حرا على هيئة رعونة أنيقة ومحببة ،ليقيك شر اللوم والعتب على النفس . أو فكرة أن تكون "غثيثا" لتأخذ الدنيا على محمل الجد.
من العار أن تفكر هكذا وأنت ترى نفسك "ذيب" خلق ليفترس ويعوي ويحن على القطيع.
أفعل ما يحلو لك .وما يحلوا لك "هذا". ما هو إلا خيار "دلخ" لكن بعبقرية القدرة التي تملك.
إنها فكرة الارتجال العبقرية حتى في القرارات المصيرية
كقرارات الذائقة مثلاً .
من الخطر جداً أن ترتجل تفضيل اللون الأصفرعلى غيره
فما بالك بتفضيل الشعر على المنطق والعقل... "أيقونة سافلة"
إن جزئية طفيفة كهذه من الممكن أن تحدد مصيرك برمته.
لا تستخف بالتفاصيل الميكروسكوبية.
فأنت في أشد حالاتك عنفا عندما يكون بنطالك مثقوبا عند الركبة وتتوجس أن يتندر عليك أحد. حتى من الذين يملكون بناطيل مثقوبة عند الركبة.
لا تستبشر خيراً وتظن أن هذا من الماضي .
فالثقوب موجودة لكن تغير مكانها حسب مقتضى الحال.
ولا تختص بالملابس فقط.
قصاصات الورق
أشرطة الكاسيت
ملمس أزارير الهاتف الثابت ، سرعة انضغاطها ورجوعها التي تميز هاتفك عن غيره.
صديق وغد أعطاك شريط لفيروز، ومن حينها صرت ترى الدنيا بشكل مغاير .
تلك الأغاني التي لم يسمع بها أحد والتي تجد لها ركناً هادئاً في صدرك.
تلك الآية التي زلزلت أركانك ولا تعي منها إلا أنها زلزلتك وحسب.
ذلك التوازن الذي يختل على الدوام ويتأرجح والذي يخبرك أنك إنسان تستحق أن تتعذب بالصواب قبل الخطأ.
تلك العيون المتلصصة على بعد أخر من اللذة، هناك حيث تفهم كيف تصاحب اللذة غصة في الحلق وطعم معدني في الفم وألم في المعدة ونوم متأخر.
أن تكون نائماً هو أن تنسى كل هذا الخزي الجميل وتلك الخيبات التي بنيت بها مجدك، وكل الأخطاء التي لم يتسنى لك النجاح بدونها.
التصالح مع كل هذا يحتاج لمجهود كبير ومضني. والتخلي عنه هو أن تصبح فارغاً وتافهاً

أن تكون نائماً هي نعمة.
نعمة أن تكون لا شيء
شيء يشبه أن تمسك العصا من المنتصف

يتبع .. ربما[]

 

عبدالعزيز الردادي غير متصل   رد مع اقتباس