منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2021, 04:45 AM   #32
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


وحضرتْ طائرة الإطفاء الأمريكيّة، وشاهدت -وسط سحب كثيفة وتملأ السماء- سيارة جاك فلم تكترث لها، امتدت ببصرها إلى الأسفل فشاهدت عجز سيارات الإطفاء عن احتواء الموقف. وبدأت الاستعداد لإطفائها؛ أثناء هذه اللحظة بدأت النيران تخف شيئًا فشيئًا -وذاك لأن الخلايا الصمامية قد استمكنت من وقف عمليات الأكسدة- فانشغلت الطائرة بسيارة جاك؛ فقد أهملت عملها بعد أن سحر جاك قائد الطائرة بمعجزته الخالدة.
فلمّا همّت بإلقاء مواد إطفائها وجدت النار قد انطفأت ولم يبق منها إلّا الرماد والدخان الذي ما زال يتحرك في الهواء. خطفَ أحدُ سائقي سيارات الإطفاء الهاتفَ مِن أحد الصحفيين الذين صوروا الحادثة بفضولٍ جامحٍ ونظر في المشهد، فتسمر مكانه بعد أن شاهد تلك المعجزة.

قال جاك لفهمان وهو يدور حول مواضع الأكسدة التي هدأت: «نكتفي بهذا القدر يا صديقي.»
وهبط جاك بالسيارة التي لم تكف بعد عن إطلاق أبواب إنذاراتها.
أما رئيس الجامعة، فقد شدته من بين كل هذه الأحداث براعة السيارة الطائرة وقدرتها الخارقة على إطفاء حريق عجزت عن إطفائها عشرات سيارات الإطفاء. سعى إلى السيارة مسرعًا، وحال وصوله إليها كان جاك يفتح بابها فالتقوا ثلاثتهم. نظر فيهما، فتأكد له أنهما الطالبين الذين كان يقرأ ملفهما منذ قليل، فقال لهما: «أنتما! تعالا معي.» وفي طريقهم إلى المكتب سألهما: «من أنتما! أقصد ممن أنتما!أقصد هل أنتما مثلنا بشر؟!»
ردَّ فهمان: «أنا فهمان وهذا أخي وصديقي جاك.»
وفور وصولهما أعادا عليهما السؤال السابق لدهشته: «مَن أنتما ! أقصد ممن أنتما ! أقصد هل أنتما مثلنا بشر!»
أعطى فهمان كارتًا مدوّن فيه هاتفه الشخصيِّ وقال له: «يا فتى، كُن على اتصال بي في أىّ وقتٍ تريد، يا فتى، اعتبرني أهلك.» وحدّث نفسه قائلاً خسارة: «كنت أودُّ أن تكون أمريكيًا.»
قال جاك: «هل لنا أن ننصرف يا بروفيسور.»
- «تنصرفا قبل الترحيب!» ثم سارع نحو فهمان مرة أخرى وقال: «يا فتى، لقد قررتْ الجامعة منذ عدّة ساعات أن تتكفّلَ بنفقات دراستك بقرضٍ حسن، فما رأيك؟»
نظر فهمان إلى جاك ولمْ ينبس بكلمةٍ، بينما سرح جاك بخياله -وهو السياسيُّ المحنّك- إذ يعلم أنّ عرضًا كهذا غرضه ضمان ولاء فهمان لأمريكا بعد التخرج والعمل على أرضها. وفي تلك اللحظة طرق حارس الأمن الباب، وأخبر رئيس الجامعة بأن بالشرطة بالخارج.
قال الشرطي: «معنا بلاغ مِن أحد طلاب الجامعة ضدّ المدعو فهمان فطين المصريّ بالتعدّي عليه، وسرقة سيارته بالإكراه، وإحداث أضرار بالغة فيها.»
دهش جاك وقطّب غاضبًا وقال: «دعوه ولا يمسّه أحدٌ بسوء، وأنا سوف آتي به إلى القسم.»
ردّ الضابط: «ابتعدْ أنت أيّها الفتى، لا شأن لك بالأمر.»
اربدّ وجه جاك مِن الغضب، ثمّ أخذ يهدر كهدير الرعد، وكوّر قبضته، ووثب على الضابط فلكزه في صدره لكزه طرحته أرضًا وهو يصرخ: «لا يملك أحد في الكون كلّه القول لجاك الولايات المتحدة الأمريكيّة ابتعدْ، لا شأن لك بالأمر، بل الشأن كلّه لي.»
أحاط به أفراد الشرطة وأمسكوه مِن ذراعيّه. فانتفض رئيس الجامعة قائلا: «اتركوه.» ثم أخذ جاك من بين أيديهم وقال: «هدئ من روعك يا جاك يا ولدي، لن أترك صديقك فهو ولدي أيضًا.»
ردّ جاك: «لمّا يتعرّض أحد للظلم فلجاك الشأن كلّ الشأن، ومَن! صديقي! لا أملك من الدنيا سواه.»
وسحبت الشرطة فهمان بينما فهمان ينظر إلى صديقه مسرورًا لقوله السابق.

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس