بعيْنَيْهِ عمرٌ طويلُ المدى
موسيقَاهُ تبْعثُنِي خالِدا
أويتُ إليهِ وكُلِّي ذبولٌ
لِيَقْطُرَ مِنْ شَفَّتيهِ النَّدى
يُرَوِّي الحَنِينَ فَأَنْبُتُ نورًا
يُوَرِّثُ لِلعالمينَ الهُدَى
بِعَيْنَيْهِ صَوْتُ الأَمَانِ هُدُوءٌ
إِذَا غَابَ لَيْلًا تَبَقَّى الصَّدى
لِيُوقِظَنِي فَجْرَ عَهْدٍ جَدِيْدٍ
وَأَرقبَهُ لَهْفَةً إِذْ بدا
هُنَاكَ بِعَيْنَيْهِ كَوْنٌ وَمَنْفى
فَلَا تَسْأَلُوا النَّبْضَ كَيْفَ اهْتدى
إِلَيْهِ وَسَارَتْ خُطَاهُ تَدُقُّ
سَرِيْعًا كَأَنَّ الهَوَى أَرْعَدَا
سَلُونِي أَنَا كَيْفَ عَقْلِي وقَلْبِي
يَبِيتُونَ بِي رُكَّعًا سُجَّدَا!
فَمَا إِنْ أَطَلَّ الحَبيبُ قَلِيلًا
ذَرَتْنَا رِيَاحُ اشْتِيَاقِي سُدى
سَأُرْقِي الحَيَاةَ بِعَيْنَيْهِ حتى
أُبَدِّدَ ظُلْمَتَهَا والعِدا
وَأَبْذُرَهَا مِنْ نَفِيْسِ الخُزَامَى
لأَجْمَعَهُ فِي غَدٍ عَسْجَدَا
أَنَا جِئْتُ أَتْلُو السَّلَامَ عَلَيْهَا
وَأُعْلِنُ رُوْحِي وَنَفْسِي الفِدَى