لي عينان ...
و لكَ أطلقتُ العنان ... أن تناجي الأمس ... و لا تخشى انهياري ...
نعم ...
النقطة لي ... و ما عدت لأجدد بأحدٍ عهدي ... فلا وعود بيننا نتكئ إليها ...
و لا فاصلة اشتياق نعوّل عليها ...
نستفهِم في الغياب ... و نتداول الأسئلة ...
يرعبنا الجواب المُتقَن في وصفِ الحال ...
كالحقنة التي تُغرس في وريد كاد ينسدّ ... و انفرجت أساريره بالكلام ...
قبل أن يندفع السائل السام ...
ابتَسما ... و ماتا عِشقاً
وجدوا الحقنة في جيبه ... و وجدوها في قلبه - مسجاة - تنتحب لموتِه
حين وصل خبير الخبراء ليرفع البصمات ... كتب في التقرير : الأمر معقّد جداً ... إنها فوضى !!!
له عينان ناطقتان ... حتى و هو على قيد الموت ... تحدّث كثيراً ... و تناهى من جوفه صوت لا يطلب النجاة : إنه حيّ ... إنه حيّ ...
قيل : دَعوهما ... و لنضرب حول المشهد سور من علامات الاستفهام ... حتى يعود إليه صوته ...
ثم نودعهما سجن الإبعاد ... ليقتصّا من الحقنة ... و المدعو ( غياب )