[سُرَى]

للعَطش نيّة ولو .. ما للمطر نيّة هطول
مثلما للأرض نيّة .. ترتوي رغم الممات

وقلبي بكلّ استطاعة نبضه الحَيّ الملول
رغم تقصير الأماني .. قلب مليان أُمنيات

كلّ عام لخطوتينه والسّراب أوضـــح عَذول
وكلّ عامٍ تنفتح له .. بالأمل كل الجهات

وانت يالّلي في مكانك كيف يَشرَحْك الوصول
والنَّدم .. حتّى النَّدم ما ينفهم دون التفات ؟!

لو مزاج الغيم ثابت .. حرَّك الشّمس الفضول
وكيف يتحرّك شعورك وانت يغريك الثّبات ؟!

أروع الأشيا صحيح الّلي تخاف من الحصول
مثلما قلبك يخاف يصير ضمن المُمكنات

لو حديث الشّمس كلّه عن حكايات الأفول
ما قرينا للشروق إحساس في كلّ اللغات

وانتَ شاعر لك مِن فْصول المَسا خمسة فصول
وأدري إنْ كلّ النّجوم بدفترك ودها تبات

لا تجرّب كلّ مرّة .. ما تطول الّلي تطول
خلّ عنقودك يحسّ إنّك ألذّ المُغريات

كون الأكثر جاذبيّة .. عَلّم الصّمت الذّهول
تِنجذب لك وانت ساهي من بَهاك المُفردات

كون الأكثر مرحميّة .. دائمًا فيما تقول
والله إنْ بَعض المعاني ممكن تصير أُمّهات

كون مثلي مِن قَبِل يتفلسف العطر الخجول
آتجرَّا وأسحب من الجوّ كلّ الذّكريات

وتدري إنّي مِن قَبِل لا يَنعَس الجَمر الكسول
كنت أصحّي بالرّماد يعلّمه كيف الشّتات

وكنت قَبْل اليوم طفل يكمّل أنصاف الحلول
وصرت أدوّر للحلول من الشَّقاوة مشكلات

وتدري إنّي كنت غيمة لا رضت ترضى الحقول
وكنّها مـــوتٍ يقبّل .. لا زعــــل فـــمّ الحيــــاة !


سُرَى