جولة.
عُقدةً عُقدة, يُعَمِّرُ الصمتُ واجِهةَ السَماءِ المُمَوّجةِ بِالغروب..
والبحرُ لا يَترُكُ مُتسعاً لِبقايا الشمسِ, يهرولُ إليها, يدُّسُها في ثورةِ موجةٍ , و يُغازِلُ الليلَ بِالهدوء!..
أنتَ : مُنسلِخاً عنْ تَفاصيلِ المَكانْ , طاوِيَاً الوَقتَ في جيبِ الغِيابْ..
تُحَمّلُ الوِلادَةَ عبءَ تَعاسَتِكَ, و تحمّلُ الموتُ بعثرَةَ أحلامِك..
والشاطىءُ الذي تعرّى مِن مسؤوليةِ المدّ يَحتَمِلُ ثِقلَ خُطواتِكِ على قواقِعهِ الفارغةِ, وأنتَ تعدُّ ضلالاتِك المائة!.
جَسَدُكَ يَتَفَسّخُ حيرةً..و تَصعدُ رطوبَةُ الوَهمِ إلى جفافِ حَلقِك..
و بَراعِمُ التساؤلاتِ تَسقُطُ في فَمِكَ ,عَرَقاً مالِحاً..
تَحمَّرُ الكَلِماتُ على شَفتَيكَ, وتَتوّهجُ بِحُمّى الإجاباتِ:الفوضويّة, المُبتَذَلَةِ, المُتَرَدِدّة.
تُراوُدُ نَفسَكَ عنْ نَفسِك: وأصواتُ بلى وكلّا تعلو في أُذُنَيكَ , فَتَصُّمُ البحرَ .
تَضرِبُ عَصَبَ الانفعالِ بقبضةِ تَوّتُرِكَ..فيتَخَدّرُ وجودُك.
وجهُكَ يَقتَرِبُ من مَلمَسِ الموتِ, باردٌ ومتعرّقٌ ويضّجُ بِسيالاتِ القَلقَ..
وخطابٌ عبقرّيٌ يُفلِتُ مِنْ خَزّانِ أفكارِكَ : تَعبسُ , تَبتَسِم, تغضبُ..
مُشيراً بِقلبِكَ إلى المَدى, عينَاكَ تلتحمان بالسماء,
يَتنازَلُ الفَرحُ عنْ عَرشِهِ لحظةَ واحدةَ, موهمَاً إيّاك بالنَصر على ذاتك, قبلَ أن تُعيدَ كرّة الصراعِ مُجدداً.