الرَقْصُ على نَغَمِ التَوّتُرْ!
( رَقَبَةُ الصمودِ محنيّةٌ, تَشطرُ عمودَ الزمنِ الفاصلِ بينَنا) ..
على شاطئٍ نَسِيَ تَدشين المدّ ساعةَ غُروبٍ..
و انكساراتُ مَعزوفةٍ عَتيقَةٍ ,تعبُرُ شَتاتَ الرأس!
أحني عمودي الفقريَ إلى يَمينِ المَدى ,
تسري عقباتُ الحياةِ في جسدي ف ترتَجُّ آخر معاقِلْ السكونِ فيه ..
أدوسُ الخَرَابَ بِباطنِ قدميّ الحافيتينِ..
وخِلخالُ الذَاكِرَةِ المُعلّقِ في أورِدَتي يَجُرُّني إلى لحنِ مَوءود ..
تسقُطُ رِئَتي على الأرض, سَوداء وقَاحلة , أَدفِنُها في أنفاسِ البحرِ..
تَنفصلُ ذاتي إلى شظاياها الأمّ..
والنَغَمُ يَشنُقُ رَغبةَ البَقاء!.
أعقِدُ جَفنَيَّ بِرِباطِ الرّمشِ الحادّ،
و دمعٌ ملونٌّ يُحلّلُّ جُثَثَ الذكرياتِ المنثورَةِ على جلدي، و يغرَقُ و إيّاها في البَحر!.
عائدةً إلى تاريخها الروحيّ، أو إلى اللاشيء!.
أضرِبُ بأصابِعي العابِثَةِ دفقاتِ الهواءِ التي تَرسمُني غجريّةً مُتمرّدة،
و أسرِقُ الدِفءَ مِنْها..
تَتلوّى مَلامِحُ قَلبي، تّرّتّلُ قُدّاساتٍ زمنيّةً مضتْ ، و أخرى قادِمة..
و أقعُ فريسةَ نفسي!.
و الشاطئ شائكُ الرملِ، خبيثُ النوايا، يأخذُ كلّي إلى ملهاةِ الحياةِ،
تميلُ خاصِرَتي ناحيةَ الألمِ، قشعريرةُ عقلي تَفْلِقُ خيالي إلى شطرينْ!..
يتيّبَسُ جانبُ روحي الأيمنْ، و جانبها الأيسر يرقصُ مولَعاً بحَكاياهُ الشقيّة!..
ما بينَنا أنا و (أنفُسي)طرقٌ مقطوعةُ المعابِر، و خرافاتُ ليلٍ حالكٍ ، و دنسُ حبّ !..
ولا شيء ، في الواقعِ، بينَنا!..
.
.
.
قبلَ أنْ يحرِقَ بُزوغُ الفجرِ عتمَتي ،
أحفِرُ بأظافِري جدارَ السرمدّ الذي أحاطَ العالَمَ،
و أمَسِدُّ على رأسِ الزيفِ و جَسَدِ الوَهم للمرةِ الأخيرة !..
وعندَ بُزُوغِ الفجرِ،
سَأغسِلُ خطايايَ بِالتوبةِ،
و أدعَكُ جلدي بِصدفٍ قاسٍ، كي أكشُطَ رذيلَةَ الوجودِ عنّي..
أتَطَهّرُ مِنْ رِجسِ المُخيلَةِ، و أقشّرُ قَلبي من طبقاتِ الضَلالِ التي تعتَليه..
سَألتَهِمُ البَحرَ بِعينيّ ،
و أجُرّ إزارَ الخيبةِ الذي كنت ارتديهِ ،خلفي..
و حينَ يجّفُ الدمعُ تحتَ الشمسِ الحارِقةِ،
و تَتفّتَحُ قُروحُ الجسدِ كلِّها ،
سأعود بشوقٍ مُستطيرٍ إلى الموت!..
.