[صفاء فؤاد]

سمفونية حزن علئ نعشي

عند موتي ..لا أريدُ عزاءً ولا صراخاً ولا عويلاً.. ، لا اريد حزنا أو بكاءً.. هذه وصيتي..، أريد من يوم وفاتي يوما مميزاً.. ، احتفالاً ضخماً..او ربما عُرساً.. ، انني أرى جثماني وهو مزين بالاكاليل الوردية.. لا ..لا أحضروا لي زهورا زرقاوية ، فانا اعشق لون البحر ، إنه لون صفاء السماء.. ، انني في يوم موتي اريد لروحي ان تُبعثر في هذه السماء الفسيحة..، اريدها ان تأخذ كل حزن أَلَمّ بهذا العالم البشع ،.. كم اتمنى ان تحِّل عليهم السعادة..
في يوم موتي.. لاتلتفّوا بالسواد.. بل البسوا تلك الملابس المبهرجة.. لماذا تعتنقوا السواد وكفني أبيض؟
دقّوا الطبول والدفوف استعداداً لساعة دفني ، إن روحي تراقبكم من الأعلى وأرى حتما ماتفعلون.. إنني أحلّقُ فوقكم .. افرد اجنحتي عليكم..
ضعوا على نعشي الزهور الفواحة.. واتركوا الأكاليل تتدلى من على نعشي مثل فتاة ناعمة نائمة وسط حديقة ازهار آمنة مطمئنة..
وانا محمولة على الأكتاف .. والاهازيج تصدح في كل مكان.. وعلى راسي الطير والغمام..والجمعُ غفير.. يشهدون على تلك اللحظه التاريخية المهيبة ، وانتقالي من هذه الحياة الفانية الى الحياة الباقية.. لقد قامت قيامتي..
تتسارع الأقدام نحو قبري ، أُخذتُ من النعش ووضعتُ في تلك الحفرة الضيقة .. نُثرَ التراب على جثتي.. والناس حولي تنظر إلي.. ربما بدأت ملامح الحزن تتسللُ إليهم.. هي انتم ..! لاتحزنوا ياسادة .. ! استمروا في طقوس افراحكم.. واتركوني مع غصّـة ألمي.. لقد تركتُ لكم الدنيا ولم آخذ معي سوى كفني.. أنثروا التراب ولا تتوقفوا..
خدوا كل فرحي واتركوا هذه الجثة لأحزانها.. ارقصوا على لحدي وقبري ..اقيموا الموائد والأفراح.. فموتي هو يوم سعدي.. يوم انتصاري على حياتي .. إنه يوم خلاصـي.. 💔