عذرُ الهوى والطهرُ صانتهُ لنا
بيّاعةُ الزَّهر التي لم تُدْنَسِ
قَطَفَته لي في سَلَّةٍ وكأنَّها
من وجهِها جمعت نديَّ المغرسِ
فالخصرُ من لُبنانَ يحكي عودَهُ
والخدُّ يحكي وردةً من تونُسِ
وكأنَّ ضحكتَها على أزكى فمٍ
هبطُ الفراشة في الشقيق المؤنِسِ
خفتُّ انكسارَ قوامِها لمّا مشت
بأخفّ أقدامٍ وأثقلِ ملبسِ
وأتت إليَّ برقّةٍ ولباقةٍ
وبغرفتي وضعت لفيفةَ نرجسِ
فوددتُ أن تبقى أصابِعُها على
زهري كماءِ النبعةِ المُتبجّسِ
ونشوتُ لو مَلأت يدي أفخاذُها
لكنَّها احتشمت فلم تتنَكَّسَ
ورنت إليَّ وكفُّها في قلبها
وتلثَّمَت وبجملةٍ لم تنبُسِ
لمّا فرضتُ عليها زكاةَ رضابها
قالت أما أكرمتَ من في المجلِسِ
شهدُ الرّياضِ محلّلٌ لكَ إنّما
شهدُ الوُجوهِ محرّمٌ فتقدَّسِ
بحر الكامل