* آخر السطر *
*بالأمس ...
على أنغام الدمس
أُغمِضَتْ عينُ شَمْسِ المَغِيبْ
لِإعلان ولادة ذاك الليل
و يُنَقِحَ قلمي خاطري ...
بإنتحار قصيدة ..
دعاني آخر السطر
لقرار محاكمه
متهم هناك في حضرة الحروف ...
بجريمة
و يدون إسم الفواصل والنقاط
شهودا لذات القضية
على أنغام الدمس
قَدَحْتُ لِظُلْمَتِي شمعة
و أسكنت أنفاسي المتعبة
بين الإبهام والسبابة...
لأملأ جرار التمرد ...
عن طباع القصيدة
وأمضي...
بالدفاع والمرافعة...
ألبس لساني* البيان ...
و أُشعِلَ غُليُونَ السياغة* ...
بالكف ...
فنجان من بن البلاغة
و على مائدة* الحروف ...
عطر من بخور الفصاحة
و بعض من قصاصاتي الورقية
وريشة* بالمحبرة....
لتبدأ المحاكمة
لتهمة إنتحار قصيدة ...
وشراكة الإلهام بالخيانة
سيدي ...
أيها السطر الأخير .... الموقر
بكاهلي ...
لازلت أنتظر ...
ما ذنبي إن غادرني الحرف
ومني تجبر ...
سيدي ... الموقر
ما ذنبي إن كسرت العرف
وعشقت البوح والتدبر ...
وأسرت هنا بعمق يساري
عشقي بدمع مقتصر ...
سيدي .. الموقر
أيها السطر الأخير ...
وحدي هنا أراقص الدمس المنفر
والإيقاع أوحد النغم
أخوض الغمار...
أقتحم الملاحم
أضيء المجامع لأحترق
كشموس نورانية ...
هناك أسرح بهدوء
تداعبني حور الكلمات
تدندن لي .... بصمت
تغازلني ...
تسايرني ... و الأمنيات
ترميني في القصد
بين الأمس..
وآخر القصيد
جثمان لجميل الحرف شهيد
سيدي آخر السطر ..
لك الأمر.* ..* فقرر...
قلم :أ. هشام بلعروي