أعرف الطريق إليه ...
إنه محفور في صدري ... و يمر من خلال قلبي ...
من خلال منحوتة رائعة شكلتها نبضات صداها يترجم اسمه ...
و الطرق داخلي تؤدي إليك و دون أن أغادر عزلتي ... أصل إليك عبر ذاكرتي ... لأجدك تنتظرني هناك ... حيث ولِدنا و وافتنا المنية ...
حيث كنت على سبيل البحث عن شيء لا أدرك ماهيته ... فكنتَ أنتَ ...
و الآن أبحث عنكَ ... في كل الأشياء ... فأجدكَ تسكنها كلها ...
حتى كوب الشاي الصباحي ... يخاطبني بلسانكَ حين يرتشفني ...
و أنا التي كنت أعتقد أننا نرتشف الفناجين ... في الحقيقة نحن ننتهي للخلود فيها ...
أنت و أنا نِمنا ذات صباح في فنجان قهوة سكّر زيادة ... و استيقظنا في فنجان شاي بلا سكّر ...
الأمر أصبح معقد جداً بعد أن التقينا ...
و فلسفة الحب و الحياة و الغذاء أصبح لنا فيها رأياً خاصاً بنا ... لا يمكن إسقاطه على أي اثنين غيرنا ...
و أصبح للكراهية بعداً فلسفياً غريباً ... حيث كرهنا الأشياء و الظروف التي تقرّبنا ... و نحب كل ما من شأنه أن يبني حولنا أو بيننا جداراً ...
حتى الهواء صرنا نشعر بسماكته ... كلّما ... فكرنا بالتقارب ...
أشياء و مفاهيم و سلوكيات كثيرة تبدّلت أو تحولت أو اختفت ... بعد أن اعترفنا بكل شيء ...
بعد أن اخترقنا أعلى درجات الخصوصية ... و لم يعد بيننا أي حاجز ...
فابتكرنا حواجز جديدة ... على أمل أن نتذكر أننا كيانَين ...
و لكن ما حدث هو أننا صنعنا حاجزاً حولنا ... سوراً أعلى من أن نقفز فوقه ... أو يتجاوزه أحد ليهتكَ قدسية وصلنا ...
و المحاولات الفاشلة ... لم تكن دليلاً على شيء سوى أننا ... لم نحاول أصلاً ...