اختبرتَ هذا الإحساس ؟!
أن تمشي و تشعر بأنك ...تركض
تبتسم ... لكنك في الحقيقة تقهقه من الضحك
تلتهم الطعام لكنك لا تشعر بالجوع ...
توافق على ما يقوله الجميع
لكنك لم تسمع لأحد ...
أنت لست هنا !!
أنت لست في أي مكان ...!!
أنت على الجانب الآخر من هذا العالم ...
الجانب الذي وصلتَ إليه ...
و لا أحد فيه إلا أنت ... و شخص يفهمكَ
يراك و لم يراك ...
يعرفك ... و لو قابلك لن يتعرف عليك
يحفظ نبرات صوتك ... و لكن إذا غنّيت سيُخرِسك
هل شعرت بنفسك و هي تتسلق جبال الوقت
و كأنها الطريق الوحيد للأمس ...
فتتذكر ...
أن وقتك الحاضر ...
له وجه آخر ...
أوقات لا تتكرر !
تستشعر في يديك حبات اللوز ...
و تكره أن تعترف بأن بيتك فارغ من اللوز و الجوز و الفستق ...
و أن التمر " حوِيل " !!
و الموسم القادم بعيد جداً جداً ...
بمسير قلب يملؤه الحنين ...
تفرك يديك ... بقوة !
الطقس بارد جداً ...
و احتياجاتك فوق المعدّل المسموح به ...
الأمر يتجاوز عناقاً عابراً
أو قبلة مجنونة ...
حاجة أكثر براءة مما تصوّرت ... مما اعتقدت !!
بحاجة لعقل بلا قلب ..
و قلب قوامه عقل ...
يصبان في آنية الروح
لنبدأ السحر بطريقة لا تمتّ لي بصلة ...
لا يد لي فيها و لا رأي ...!
هذه الليلة ... لا أحتاج شهامتك
و لا عقيدتك ...
و لا قدرتك ...
أحتاج لطف عينيك ...
فقط أعرني نظرك ... و لنؤجل الحديث عن بصيرتك
هات عينيك ...!
لأبني من النظرات مدينة ...
مدينة فاضلة ... النظر فيها لا يعتبر جريمة
و لا يودي بنا للرذيلة
قراءة مستفيضة للبحار المتلاطمة في بؤبؤ عينيك عندما يحل المساء ...
عندما تتسع حدقتيك و أنت تفكر بما سوف نقوله ...
دون أن نفعل شيئاً أكثر من أن نشعر بأننا نريد فعل شيء ...
كأن نرغب بالذهاب إلى البحر ... قبل الشروق ... لمراقبة الغروب
أو محاولة كسر ألف حبة جوز في دقيقتين ...
و مثلها من الفستق بمقدار ما قد تستغرقنا قُبلة ...
النظر في عينيك يستدرج مخيلتي فأجدني في سوق المدينة
أحاول العثور على كحل بِكر ...
يحولني إلى امرأة تصنع من خط الكحل مكيدة ...
فأقع فيها أسيرة لا تطلب حريتها ...
من بين جفنيك ... !!
و لا فكّيكَ الذَين يسجنان الكلمات و كأنهم المشتبه بأنها متواطئة مع فمي ...
فأقول ما عليكَ أنت أن تقوله ... !!
أعترف
أني لم أحبك الآن
ربما حين أنجبتني أمي ...
بكيت لأنك لم تكن هناك ...
و بقيت حزينة لأني وقفت على سبيل الماء ... أحاول غمر جسمي بالحمم
لا الماء أطفأني ...
و كل السبل لم تؤدي إليك ...
كنتَ كما الجنين في إحدى غرف قلبي ...
و نموّك أخافني ...
حتى صار قلبي متضخما بحبٍّ لا تفسير له ...
حتى صارت غرفتي البيضاء معتقلاً لصوتكَ ...
فيتردد صداه : معي مفتاح آخر !