و أنتَ ناضج ...
تستسهل كل صعب ...
و تستصعب السهل ...
معاييركَ تكسر التوازن ... و توازنك يهزم أحلامكَ ...
حتى أحلامك تتحوّر ... ههه تماما كالفيروسات
فما كانت تتمحور حوله ذات يوم ... ما عاد مطلباً
و أصبح إعداد إبريق شاي جيد يستقطب اهتمامك بشكل أكثر ...
فكوب الشاي قد يفعل ما لا يفعله رجال - بشنبات -
و كما يقول إخواننا المصريين ( يعمّر الطاسة )
و طاسَتي ... عامرة بما لذ و طاب بكل دهاليزها المظلمة و النيّرة ...
و إن اخترت تعطيلها و وقف تنفيذها ... من أجل الوثبة المزمع فِعلها ...
ليس للتخطّي ...
و لكن على سبيل خوض تجارب لا تمت للشعور بصلة ...
لا تحيي و لا تميت ...
لا تفرِح و لا تُحزِن ...
لا تُضحِك ... و لا تُبكِي ...
تخوضها بكل ما فيك من عقل و قدرات جسدية ...
و لا تستهلك من شعورك مقدار انتباه ...
و حتى يتم ذلك ... يبقى كل شيء على ما هو عليه ...
لأنه ليس هروباً و لا فراراً ...
إنها مواجهة بلا روح ... تستنزف الوقت و العقل ...
و تجد إنجازك ملء يديكَ ...
حرّ أنت في أن تقبَلَه ... أو ترفض أداءك فيه ...
فتقرر خوض الوثبة مرة أخرى ...
من ذات نقطة الانطلاق ...
من حيث كنت لا شيء ... لتفعل شيئاً
ليس متوقعاً ان تتغير ماهية شيئيتكَ ...
لكنك توظفها فيما لا يعود على أحد بشيء ...
لأنك ناضج ...
إلى الحد الذي قد يستهويك أن تضع النقط أينما شئت ...
حتى في بداية النص ... ضع نقطة و ابدأ الكتابة
ضع القوانين و القيود جانباً ...
و اصنع طريقتك ... ليس طلبا للتميز و لا حباً في الاختلاف ...
و دع السجية و العفوية سيد الفعل ... ما دام العقل لك حليفاً ...