إنّ “فيزياء الصوت” هي واحدة من الفروع الفيزيائية التي تدرس الصوت وخواصه وتطبيقاته، والتي تتسم بالشفافية بعيدًا عن الغموض، وقربها من الأذهان وسهولة استيعابها.
كما أنها قائمة في أغلبها على العلم التجريبي المدعوم بالتجارب والبراهين المحسوسة.
ونظرًا لأهمية الصوت البالغة فقد قام كثير من العلماء بدراسته منذ قديم الزمن إلى اليوم والغوص في حيثياته.
وقد تمكن العلماء من وصف الصوت وسلوكه وإعطاء فكرة واضحة عن الطبيعة الفيزيائية للصوت وشكل انتشاره وسرعته في الأوساط المختلفة، كما تم دراسة الظواهر الطبيعية للصوت كالارتداد والصدى وغيرها.
و قد تمّ وصف الظواهر المادية للصوت كالنفوذ والامتصاص وتأثير الصوت على المادة “كالصوت حين يحطم الزجاج ” وغيرها.
كما وقد وصف العلماء أيضًا ظواهر ” الصوت المرئي” الذي يمكن أن نراه، وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
لعلّ عبارة “الصوت المرئي” أو السيماتكس cymatics غريبة بعض الشيء، فكيف للصوت أن يكون مرئيًا وأن يُرى على شكل صورة ما ؟!
لقد عرّف العلم لنا الصوت على أنه أمواج لها تردد وطول موجي تنتشر في أوساط مختلفة ولا تنتشر في الفراغ.
ولقد تمّ النظر إلى الأمواج الصوتية على أنها ظواهر غير مرئية إلى أن أثبت العلم بأنه يمكن معاينتها والنظر إليها بواسطة ظواهر السيماتكس cymatics.
سيماتكس هي دراسة تصويرية للصوت من خلال تطبيق المبادئ الأساسية لميكانيكا الموجة الصوتية بطريقة تسمح بعرضه في الوسائط المرئية، وإنّ أبسط طريقة لفعل ذلك هي عن طريق أخذ صفيحة معدنية وتغطيتها بالرمال ثم تشغيل تردد صوتي مسلط على اللوحة، يمكن إنتاج هذا الصوت من مصادر مختلفة بما في ذلك مكبر الصوت أو لوحة اهتزاز مصممة خصيصًا أو بواسطة قوس كمان بحزه على حافة الصفيحة.
وعندما ينتشر الصوت عبر الوسط (الصفيحة) فإنه يقوم بإزاحة الرمل الذي يغطي الصفيحة بطريقة غريبة ومثيرة للاهتمام، حيث يقوم الرمل بأخذ صور وأشكال هندسية تتغير في أنماط دورية اعتمادًا على التردد المطبق.