اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الموسى
[ تجاوزي الرتابة _ بالكتابة ، والفكرة بالفكرة - والحمض بالومض _ والنظرة بالتأمّل - والألم بالأمل - والهروب من الشتات للهروب إلى الثبات - وعمق الأشياء بسطحية بالماء
- وشمّ العطر بتذوق الحبر - والجرح بالصفح - والتراخي بالقوة _ والضوء الخافت بالضوء اللافت ]
-
وستكونين بخير - لأنكِ بخير متى ماأردتِ ذلك ..
هذا الرد عفوي جداً يكتبه أخ لأخته وليس متذوق يقرأ نص لكاتبه ..
|
و لأني على وشك أن ...
أحتاج لهذا التفصيل يا سعيد ...
[ تجاوزي
الرتابة _ بالكتابة ،
الكتابة محاولة للخلاص المؤدي للغرق في عمق لا يتحمل اعترافنا بأننا لا نحب الطفو كشيء خاوٍ ...
والفكرة بالفكرة
و تبقى الفكرة أمل و حقيقة بأننا لم نزل ... هذه الخصوبة قد تنجب ثورة ... و شعب يختزله قلب ...
- والحمض بالومض _
فهل تعلم يا سعيد ... أن الحمض هو نتاج معادلة كيميائية شعورية لا دخل للفيزياء بها ... الومضات هي مشاهد متقطّعة و متخيَّلة ... و الواقع قد يزدريها
والنظرة بالتأمّل -
النظر قاتل محترف ... لذا ما أُبيحت لنا إلا الأولى ... و كل ما تلاها هو تأمل يجرجرنا لأن ندرك أن الجنة قد تكون هنا ... و قد تكون هي النار ببردها و سلامها ...
و لم يقتلني إلا متأمِل عاث بي إحياءً ...
والألم بالأمل -
من مفارقات الشعور ... أن يكون بعض الألم لذيذ للحد الذي تقل نفسك : هل من مزيد !!
أن يكون أملك بالمزيد منه ... و الألم الحقيقي أن تُحرم لذة هذا الشعور ...
والهروب من الشتات للهروب إلى الثبات -
ما بين الشتات و الثبات ... هنالك بقعة حائر ظاهرها ... و في حقيقتها هي المستقر ...
عندما لا تفكر بأن تتخذ خطوة ... إلا حسب المقتَضى ...
لا تقل أنا ثابت لن أتزحزح ... و القدر يخبئ لك زلزلة تخلعكَ عن عرشك ...
وعمق الأشياء بسطحية بالماء
أما عن الأعماق ... فأعمقها عزلتنا المختارة ... حيث لا حدود و لا سقف و لا قاع ...
فوق الماء و تحت الماء و الهواء لنا و السماء لنا و ال(( الغِبَّة )) أيضاً لنا ...
هنا ... نولد ألف مرة في اليوم ... و نموت آلاف المرات
و لا قبر يضم بقايانا المتسربة منا كل حين ...
- وشمّ العطر بتذوق الحبر -
و لا غرور ... أن عطري الفواح ما شمّه إلا من استحق أن تحتويه عينَيّ و يتظلل به قلب حرفي ...
لذا ... انسكب كل الحبر في فمي ... لتنطق أصابعي به .. و له
من قوة الشعور ... تحولت أصابعي إلى مُفاعل شعور على وشك أن يدمرني ...
والجرح بالصفح -
قبل أن أصفح عن الآخرين ... عليّ أن أصفح أولاً عن نفسي ...
حتى أسامحني ... فأعطي من جرحني ورداً ...
والتراخي بالقوة _
من عجائب الضعف يا سعيد ... أن القوة تنبعث منه ...
و أن كهف الضعف هو منجم ثري ... لقوة كامنة ... تفوق ما نتصور ...
لولا أن الخوف يتراوح بين الجبن و السلام ...
والضوء الخافت بالضوء اللافت ]
هنا ... أخالفكَ يا سعيد ...
في النهاية الخفوت هو الحقيقة الجهرية ...
قد أراكم ...
و قد لا أراكم
فكونوا بخير بمشيئة الله ...
تحياتي لك يا سعيد الموسى ...