كم دفتر عندكِ ؟!
كم دفتر فارغ بلا صفحات ؟؟
و كم دفتر بلا سطور ... و كم دفتر بلا دفّتين ... و كم دفتر بلا كيان ؟!
نحتاج للعنوان ... مؤكداً
و لكن العنوان لا يكفي ... حتى نصل !!
العنوان " باب "
و طَرْقُ الأبواب مخاطرة ...
و قرار يحتاج لإقرار ...
بأنه مهما كان من يفتح لنا الباب ... فالمواجهة حتم !!
حتى لو أن الفاتح ... ماضٍ مجهولٍ بضمير متصلٍ للمستقبل !
أعطِني دفتراً صغيراً بمقاس ذاكرة مؤقتة ...
لا ضرورة للعنوان ...
أريد تفاصيل ...
تفاسير ...
لأبتعد عن معضلة التأويل ... و مأساة التفكير !
أريد أن تبزغ الشمس من الدفتر ...
من بين الحرف و الحرف ...
من بين علامات الترقيم ...
و أن يخرق الشعاع عين الظنون ... ليكسرها !
و أريد دفتراً آخر ... بحجمكَ الطبيعي
أتصفّحه من وقوف ...
و أعبث في صفحاته قليلاً ...
أمحو منه ... ما شئتَ أنتَ !
و أكتب فيه ... ما أشعر به
دفتري مشروع خلع دفَّتَيه ...
ينتظر قلمَك لتكتب جملتكَ الأولى ...
جملة غزيرة المعنى ...
عميقة كعمقكَ الذي يخيفني الغرق فيه أكثر !!
.
.
.
في الصفحة الرابعو و نيف ... ستجد المقدّمة
نبذة مختصرة عن الذي استدعاني لأقدّم نفسي على أني " ورقاً أبيضاً " صالحا للكتابة ...
و إن الكتابة على صدر امرأة ... لهو أسهل الطرق
و أصعبها ... الكتابة على ملامحها
لتبدو جملتكَ المكتوبة على هيئة ابتسامة أو حزن كظيم ...
لو وجدتَ ما يحفّزكَ لتتجاوز المقدّمة ... و تشرع في ملامسة باقي الصفحات بعينٍ مبصرة ...
فلن تجد ما يستحق العبث معه ...
و ستجد امرأة مقسمة إلى فصول ...
الوصول إليها سهل مستصعب ... و صعب مستسهل
التحدّي أن تبقى فيها ... لأعوام مديدة
و أنتَ تظن أنك انتزعتَ نفسكَ منها ...
هي ...
دفتر صغير صغير جداً ...
لا يُخلَّد فيها إلا رجلاً عظيماً ...!