منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( كان لا مكان )
الموضوع: ( كان لا مكان )
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2022, 03:30 PM   #1
ضوء خافت
( كاتبة )

الصورة الرمزية ضوء خافت

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 439710

ضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كان الطقس غائما هذا الصباح ... رائع فوق العادة ... بارد بلطف ... بلطافة مرور يد طفلٍ على يد شيخ عجوز ...


كان لابد لي و الخروج من سجن المكان ... و ملاحقة الغيم ...

كان لابد و أن انتقي كوباً مثالياً و أعد لي شاياً سيلانياً ينسبه الإنجليزي المستعمر إلى نفسه فيروَّج على أنه شاي إنجليزي !!

و السكّر ... هو أكثر ما يفسد المذاق الحقيقي للشاي ... تم إقصاءه !!

دفتر ... و حفنة أقلام ... و بالطبع ( أنـــاي كلهنّ ) ...

أحياناً أكون بحاجة لأن أترك القدر حرية قيادتي للمكان ... كل ما علي هو الموافقة ... أو محاولة أخرى !

قدت سيارتي و قد فتت كل النوافذ ... تغريني مداعبات الهواء الذي يشيع الفوضى في هندامي ...

و المأساة التي لا تُعَد في الحقيقة بمأساة ... أن أفكاري تجعلني أفقد خارطة الطريق ...

و مع تطوير شبكة الطرق الجديدة ... وجدت نفسي فجأة أشعر بخدر في ساقَيّ ...

لأني فجأة دخلت في جسر معلق بحارة واحدة و أنا أعاني من متلازمة الخوف من المرتفاعت ...

و لكن لا يمكن التراجع ... عليّ أن أقطع هذا الجسر الذي لا أدري إلى أين سيأخذني ...

تماما ... إنه يشبهك أيها الغريب !

و أخيراً ... نهاية الجسر ... حمداً لله ... أنا حيث لا أدري أين أنا ... المهمّ أني على الأرض !

كم أكره استخدام برنامج قوقل للخرائط ... أحب أن أعتمد على ذاكرتي و مهاراتي الاستنتاجية لأجد هدفي ...

لكني هذا الصباح كنت بلا هدف واضح ...

غادرت الجدران ... و وصلت أخيراً إلى حديقة مهجورة ...

حيث النباتات و الحشائش نمت في هذا الفصل بعشوائية فطرية ... فكانت متناغمة ببكريتها ... و تداخلت أغصان النباتات المختلفة بفوضوية مثيرة ...

حملت أشيائي ... و جلست على الحشائش الندية ...

و حاولت تجاهل مخاوفي من الحشرات ... أريد أن أشعر بالمتعة ... أن أنسى قليلا ... هذا العالم !

أن أحتسي الشاي ... و أنا أعالج هذه المخاوف ... و أولها خوفي منكَ ! و قلقي مني و عليّ !

و لأني أعشق الصور ... بدأت التقاط الصور للنباتات الرائعة ...

للغيم المتداخل بدرجات الأبيض و الرمادي ... و السماء بزرقتها التي أتمنى لو أصنع منها ثوب سهرة أنيق ... لأرتديه من أجل حفل عشاء لم أُدع إليه ... و لا أعلم أين سيُقام ... و من هو راعي الحفل ...

فقط أريد فستاناً بزرقة هذي السماء ... و عقد لؤلؤ طبيعي ... و ليس مستزرعاً ...

أريده من داناتٍ غاص عليها سعد ( في فيلم بس يا بحر ) و مات من أجل أن يجلب لحبيبته الدانة التي وعدها بها ...

صور صور صور ... توقّفي يا مجنونة الصور ...

استلقيت على العشب ... آخر لقطة ( سلفي ) لأتذكر أنني ذات يوم هربت ... و لم يفقدني أحد !

لم تُطلَق صافرة الإنذار لأني هربت ... و تأخرت ... و أمضيت الليلة بعيداً عن واقعي !

لم يتفقد أحداً سريري المرتّب ... و باب الغرفة المقفل ... و النافذة المنسية .... التي تسرب منها المطر إلى الغرفة ...

كتبت رسالتي ... المؤجلة منذ ولادتي ...

رسالة لامرأة تعرف أني منال ... لا أكثر !

و أعرف أنها ... بريئة جداً و مذنبة جداً ... و طيبة جداً و مريضة جداً ...

كتبتها و حين أمضيت باسمي ... لم أمزقها ... بس سكبت عليها الكثير من الشاي الذي أصبح بارداً ...

لديّ مظلة ... ضمن الأشياء التي حملتها معي في هذه العزلة ...

قِطّة !!!!

أكره القطط ...

نباح كلب ...

انتهت محاولة الهروب المؤقت ... بعودتي سالمة إلى مكتبي ...

و الدليل أني أكتب ...

 

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس