*
_____
لَم نَعُدّ نَسْمَع أَصْوَات الْعَصَافِير ، أختنقت ، هِيَ لَمْ تَعُدْ تَرَى العشّاق حَتَّى تغرّد . .
لَمْ يَعُدْ بِالإِمْكَانِ أنْ نَصْنَعَ مِنْ أَغْصَانِ الْقَصَب ، نَاي !
غنّى النّاي ، زَفَر النّاي كثيراً حَتَّى اِخْتَنَق باأنفاسنا وَمَات مشنوقاً عَلَى حَافَّةِ حيّ شَعْبِي!
لَمْ تَعُدْ حَتَّى الْحَيَاة تُرِيدُ الْحَيَاة ، ضَاقَت منّا وَمَن نَفْسِهَا ، لِذَا كُلُّ هَذِهِ الْحُرُوب الَّتِي تَرَاهَا لِأَنَّهَا أَعْلَنْت أَنْ لَيْسَ لَهَا شَأْنٌ بااحقادنا وسوادنا الَّذِي نلبسها إيَّاه كقلادة رَخِيصَة فِي كُلِّ صَبَاحْ !
لَم نَعُدّ حتّى نَعْرِف نُحِبّ ، لِأَنّ قُلُوبِنَا مجوّفة ، وصدورنا كالأرصفة . . الأرْصِفَة الْمَيْتَة !
نَحْن لاذَنْب لَنَا فِي كُلِّ هَذَا وَلَيْسَ لِلشَّيَاطِين ذَنْب ، ولاتلعنوا إِبْلِيسَ لأَنَّ إبْلِيسَ يقّر أَنَّه إِبْلِيس عَلَى الْأَقَلِّ !
اللَّعْنَةَ عَلَى الْبَشَر ، الْكَائِن الحيّ مِنْ الْخَارِجِ وَالْمُتَوَفَّى مِنْ الدَّاخِلِ . . اللَّعْنَةَ عَلَى كُلِّ هَذَا الْعَالَمُ !
الَّذِي لايدعنا نبتسم ولانحب وَلَا نَشْعُر إنَّنَا عَلَى قَيْدِ الْأَمَل ، اللَّعْنَةَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ متسخ !
اللَّعْنَةَ عَلَى الْأَوْطَان الَّتِي لَيْسَ بِهَا أَمَانْ ، اللَّعْنَةَ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينَمَا يَتَحَوَّل لِحَيَوَان مُفْتَرِس !
____
*