تتساقط حبّات المطر من مخبئ قلبي العجوز ، كانت تذريه الأفكار على مضض جفاف ، لألا تسقط هيبة العمر بمواقيت داكنة تسحّ ما بقي من فتات حياة ، يتقاطر الحب ذليلا ً كل صورة نائية تعبث بجدار الذاكرة ، عبرة عبرة تتكدّس الايحاءات لوحة دهرها قيثارة انسلت اوتارها كمداً على أرصفة الشجون ، كان غيباً رائقاً يمجّ الحنو بمعضلة ، يكسر الروح بهمسة ، يعانق أشجار الياسمين المرصوفة على باب الانتظار ، يداعب أغلفة الكتب المهجورة بعناوين مضنية أنفاسها حرّى
غائبين يا وطني عن الأمكنة ، عن سواحل الصيد الصبيانية ذات وخز ورديّ ، عن انتحالات المعنى الغجري في أذهان المارّة الصفر ، تتشابك ألوان الضحى في خطوط يدنا ، نبدع في صيغ الطبيعة ببسمة نكراء ، نحن والغيم لا ليل لنا ، شمسنا واسعة لجميع حيل الحزن والحنين ، في أعيننا راية بيضاء ، صوتٌ لن يطبق ، تركنا أثره على وسادات النوم وغرغرة الأحلام في عروقنا ، نمنا على عجل ونسينا أن نجدنا أو نعلن فينا الانسان .