نظرت لأبعد من الليل في ذلك المساء..
أمسكت الزجاج البارد و ارتجفت للحظة و هي ترى انعكاسها الضئيل..
في تلك الغرفة المظلمة جلست على الأرض الخشبية الأشبه بلوح من جليد..
ضمت ذراعيها إليها و حضنت نفسها و جسدها يرسل ارتجافات لا إرادية فتصطك أسنانها للحظة..
تقاوم كل ما تجد بأن تلصق وجهها بالنافذة المطلة على الشارع المتلألئ و تنفخ في الزجاج فتتحول أنفاسها الدافئة إلى ضباب يسرق ابتساماتها كطفلة بريئة...
سرعان ما تصمت لترى الظلام و تحاول الغرق فيه..
الحزن لا ينطفئ في قلبها المنتفض..
لكنها تحاول الابتسام..
ذاك الوعي الذي يسربلها يجعلها تشعر بالامتنان لكل شيء..
لقد وصلت لهذة المرحلة من حياتها لتعرف أن الأرواح جنود و القلوب ليست لأصحابها..
و أن هذه الدنيا لا تبقى على حال..
✨