منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أنشودة العطش
الموضوع: أنشودة العطش
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2007, 06:48 PM   #1
منتهى القريش
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية منتهى القريش

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 781

منتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعةمنتهى القريش لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أنشودة العطش


لأول مرة أتجرأ بالدخول إلى هذا القسم .. أحمل كلماتي المتواضعة وكلي خجل .. كلمات قديمة جدا نشرت في جريدة اليوم .. من هنا كانت بداياتي .. أرجو قبولها كما هي ..

.........................


هناك تغني الريح.. ترقص الزوبعه.. يلبس الموتى عريهم ...
تأتي هي تتأبط ذراع الزمن... تتفحص كل الوجوه ثم لا تراه..
تشعل النار وترمي بها في وجه البحر... فيشتعل الماء..
تلد النار عشرين وجها وعينا..

ترحل قوافل من التيه.. تعلق أشرعتها فوق جدار الصمت..
تعبر بحارا سبعة وعشرين غابه..
جسد يكبر ليموت آخر.. تجوع .. تلتهم المدى...
تفجر ينبوعا من حبة رمل فتُغرق فمها وتنام..
تفترش العاصفة وتغفو.. تحلم بأن لعنة الفرح تطاردها ..
تصرخ بلا صوت.. تركض عيناها في جميع الاتجاهات...
تصطدم بالضوء.. تسخر منها قدماها...

يرتعش الليل .. يئن ..يتوجع.. يبكي.. يرتدي الشهقة البيضاء ويرحل..
يتثاءب الصمت.. يذوب الصدى...
وتلك النائمة دوما فوق كف النهار تأتي..
تشرع وجهها في جسد الزمن.. والوقت لا يمتلك إلا أن يتلاشى.. يركض عبر غابات الفصول... ويتلاشى...

ثلاثون عاما وكل الوجوه التي عرفتها تغرق في رماد الوقت..
وهو الذي حفر لها في الصخر نهرا ليزرع قامتها..
تساقطت منه أوراق السنين .. تلقفتها أيدي التعب.. ضجرت.. تململت... تمزقت.. شقت لها في القاع دربا..
وهو ما زال يحفر بفأسه المتعب فما وجد إلا مستنقعا من العذاب.. يفتش عنها ليطفىء ظمأ الخوف...
تنبت يداها فتشق القاع.. وتخرج أصابع ملونة تعتصر بقايا السنين .

تشرب من عذاباته .. ترسم لروحها دربا في ردهة روحه..
يمتزجان.. يتوحدان.. البحر يجيء .. الغابه.. الوجوه..
الموتى اللابسون عريهم... والريح تغني..
وهما يمسكان بذراع الزمن المُتعب ويرقصان وسط الزوبعة.. وبأفواه تبعثرها العاصفه يغنيان للعطش.

.....................

ترى كيف يكون لون الوطن عندما يقترف الهزيمه...
اولئك الأحياء الميتون ... تتزاحم جثثهم في كل مكان ..
يحملون أكفانهم الملونة خلف ظهورهم..
أكاد أشم رائحة العفن لولا اني احاول كتم أنفاسي..
وبين ضوضاء الليالي ابحث عن نهار واحد...
انتعل الرمضاء... والفضاء زنزانة ...
وليس سوى الغربة والعطش..

 

منتهى القريش غير متصل   رد مع اقتباس