صحراء مشرعة على وجع
أوثقتُ بعضي في عرى بعضِي
وشـدَدْتُـهـا حَـزمـاً عـلـى نهـضِ
عَـبـثــاً أُحـاوِلُ ثَـنْـيَ قــافِــلـتِـي
عــن درْبـهـا لــكـنَّـهــا تـمـضي
لـم أُغـضِ طـرفــي عن أظلَّتهـا
حتى تماهَتْ في المدى المُغضِي
وَنهَضْـتُ مُـتّـكـئـاً علـى وَجَعـي
فـي لـيـلـةٍ ظَــمْـأى إلـى وَمْـضِ
فـي لَـيـلــةٍ أرخَـــتْ جَـديـلـتـهـا
فـوق الـضَّميـر ولـيتـهـا تُفـضي
*******
يـا ســاقـي الأرواحِ مـن شَـجَــنٍ
سُـكـراً يُعَـربِـدُ فـي لـظى المضّ
لا تـسـقـنـي كـأسـي عـلى مَهَـلٍ
جُـنْـحُ التَّصبُّــرِ هِـيضَ من رضِّ
بـل فــاسـقِـنـي مَـثـنـى وثـالِـثـةً
عَـلَّ الـعَـنـا يَـقـتـاتُ مـن رمضِي
فـأنــا طـريـقٌ بِــتُّ أَعْـــبُـرنـي
صَمْتاً ... ثقـيلاً ... مُـدْنَـفاً أَمضي
صَحْـراءُ مُـشـرعـةٌ علـى وجعٍ
لا صَـوتَ أَسـمَـعُـهُ سوى نبضي
*******
رجَّـعْتُ قــافـيـتـي عـلـى وتَـري
حتَّـى اسـتـمـالـت طائـرَ الـروضِ
تـصحــو وتغـفـو بـيـنَ أوردتِـي
تُـسـقـى بـشـهْـدٍ خـالـصٍ مَـحـضِ
والـيـومَ أحـمـلُ نَـعـشَـهـا بـيـدي
أُلــقِــي بـهــا فــي هُـــوَّة الوَهْـضِ
خَـرســـاءَ إلَّا مِــن تَـصـبُّــرِهـا
لا حَــرفَ يَـدْرَأُ سَــورَةَ الـبُـغْـضِ
لـم أُخْـفِ دمعـي فـي مَـحـاجرهِ
فَالحزنُ يـرعى في ثـرى أرضي
*******
يـا سـاقيَ الأرواحِ صُــبَّ نــدًى
فـي داخـلـي يَحْـنُـو علـى بعـضِي
فيـضٌ مـن الأوجــاعِ يجـرفُـنـي
ذاكَ الـسَّـنــا مِــن غَـيضـهِ فَيضي
إنّـي أتــــوقُ إلـى حـمـى وَسَــنٍ
يُزجي الكرى في سبسبِ الغمضِ
يَمحـو العـنــا من عـزم أجنحتي
حُــرّاً أحـلّـقَ فــي سـمـا الرَّفـضِ
حُــرَّاً أُعــانــقُ طَيـفَ أمـنـيـتـي
فـي جَوفِ حُلْـمٍ غــيــرِ مُـنـقَـضِّ
*******
نم عنه خليل إبراهيم