و أنتَ صديقٌ لا يُمكنُ التَنبُؤ به!..
في جوفِ روحِكَ، ألفُ بئرِ عطاءٍ..
و في عقلِكَ مئاتُ الغيمَاتِ، و مَطرُكَ ليسَ له صورة واحدة ، يأتي على هيئةِ الدفءِ أو يُحاكِي بياضَ الثلج ،
و في عمومِه لا ينضُبُ منه فرحُ الطفولَةِ و إبهاجُها..
أنت صديقٌ كالحُلمِ : جَنينُ الراحَةِ، وَليدُ التفاؤلِ، أوّلُكَ كآخرِكَ، نقيّ!..
و أنتَ صديقٌ الأيّام السبعَةِ، رفيقُ الشهرِ ، و بدرُ منتَصفه!..
إذا ما حاصَرَكَ مُحاقُ الأيّام استَتَرتَ عن الكونِ، و جِئتَ إليّ، إلى شرنَقَةِ التكوين!..
أنتَ صديقٌ عصيٌّ على خارِطةِ ردّ الفعلِ البشريّ، تمكثُ كُنوزُ فهمِكَ في مواقعَ تصحرّتْ فيها عقولُ غيرِك..
و تُجيدُ قراءَةَ الفِعلِ المُبهَم بأبجَديّةِ الاحتواء..
أنتَ صديقٌ و إن لم أفلح بالتنَبؤ بِه، أستطيعُ أنْ أنتظِرَ بتواصلٍ لا ينقَطع ، حبّه!..