[حبيب مظاهر المزيرع]

وصَفْتُكِ في شعري فهامَ بِكِ الشعرُ
وصِغْتُكِ في فكري فضاقَ بكِ الفكرُ
سكبتُ القوافي في هواكِ من الهوى
فمنْ أدمعي شطرٌ ومن صَبْوتي شطرُ
فيا لكِ حباً فيه ما مَلَّه الهوى
ويا لكِ ورداً من لَطائِمه عِطْرُ
وقد ذقتُ من وصل الغرام وهجره
فلا الوصل أنساني هواكِ ولا الهجرُ
وأنتِ سما روحي ومصباحُ أفقها
بِها تُرسَلُ النَّجَوى ويُستمَطَرُ البِشرُ
إذَا هجعتْ عَيْنَاكِ يَدعوني الْكَرَى
وتبقى تُباريني السَّوانحُ والبدرُ
أروحُ وقلبي للواعج والهوى
مُباحٌ وأحشائي عَليها النَّوى حِجرُ
لأجلكِ أرضى بالعذابِ وإنني
وفيٌّ أمينٌ ليسَ مِنْ شَأنِيَ الغَدرُ
أيا أُمنياتي واحتشادَ تعشّقي
سَلِي الليل بعد الحب هَل ذاعَ لي سرُّ ؟
هوَ الحبّ يدعوني إليكِ تشوّقاً
هُوَ الشوق يطويني ، وإن خانَني الصَبر
وَحاشا لحُبّي أَن يَكون لِغاية
ولَكن لشأنٍ في هَواكِ به سرُّ
لكِ النهيُ إلا عن هواكِ وَفي الهوى
هوَاكِ على قلبي له النهيُ والأمرُ
أيا عاذلي كُفَّ العذول فإِنَّهُ
وَحقِّ الهَوى في حقِّ أصحابِهِ قهرُ
فَكَم مِن حَبيبٍ باحِثٍ عن حَبيبِهِ
فَيَقْذِفُه مصْرٌ وَيَجْذِبُه مصْرُ
وَما نَفعُ دُنيانا وَنَفعُ نعيمها
إِذا رمتَ شَطراً والحبيبُ له شطرُ