كانت الحياة قاسية جدا و كفاح لا يتخلله راحة أو ترفيه : فكان الشعر ليس للعرب فقط، بل كل الشعوب اتخذته
أداة تواصل، ترفيه، فخامة حضوربين يدي الملوك،
في يومنا نحن مرفهون و لله الحمد، بوفرة وسائل الترفيه ، و التعبير
لهذا فإن قيمة الشعر بالتالي ستتغير اعتمادا على هذا الاحتياج،
نحن مترفون حتى بتعبيرات و انتاجات من سبقونا، يحكون ما نريد و أكثر، و بصور أجمل،
لهذا أصبح الاتيان بالجديد سواء في الفصحى أو النبطي يتطلب حاجات بالأساس قوية ، و لحوحة للتجديد،
و قلما تجد.
طبعا في كل زمان سيتأثر التعبير بما نستخدمه من أدوات و آلات و مسميات جديدة، لا شك ألقت بظلالها على الكتابات كلها و منها الشعر:
حتى نتواصل
فلا بد كان للشعر كتعبير أن يتلبس أثوابا جديدة، حتى لا ينعزل و يتكئ على الغرابة و عدم النفع في إيصال الرسائل للعقول الجديدة،
الكتابة لم تكن و لن تكون أداة للخلود، و إلا لن يكتب أحد،
يلهث الناس للتعبير عن صمتهم، و أوجاعهم بطرق أنيقة تجذب الآخرين إلى قلوبهم، فيما عجز عنه الصمت .
لهذا لا خوف على الشعر و لا على الشعراء
ما لم يكن من ضمن النوايا : الخلود.
كلي سعادة و عرفان بتألقكم و مروري بكم.
دمتم جميعا بخير و عافية.