النبضة الثامنة
لا تغيبي...
نظرت لي بعيونها الزرقاء الصافية كنهر..
- معلمة.. ممكن أقول شي؟
- بسرعة يا فتاة عندي حصة..
- معلمة.. عديني
- هههههه.. بم أعدك؟
- معلمة.. لا تغيبي..
حضنتها و أنا أتمتم.. هذا أمر الله.. كنت مريضة يا صغيرتي!
- المعلمات لا يغبن مثلك.. أنتِ كثيرة الغياب!
هزتني ذات الكلمة بصوت آخر عميق رقيق..
نظرت لها و أنا أفكر بم مرّ عليي في هذه السنة..
طوفان من الصور تمر أمام عينيّ..
التهابات و عمليات و طوارئ...!
ابتسمت و أنا أفسر لها..
- معلمتك سيارة قديمة.. ماذا تحتاج السيارة القديمة؟
- سرفيس؟
- نعم يا حلوتي الجميلة ..
- طيب.. لا تغيبي..
- لن أغيب إن شاء الله..
صعدت الدرج إلى الأعلى..
و أنا أفكر.. في تلك اللحظات العصيبة..
من كان معي؟
من وقف بجانبي؟
من وقع على كل الأوراق و إخلاء المسئولية..
.
.
.
الله معي..
و دعاء في صدر الغيب..
من قلب يحبني حقاً..
من روح لا زالت ترعاني..
و إن لم تراني..
أهو أنت ؟