:
:
وأنت في معترك عزلتك تتقاذفك وجوهٌ ترتديك, مختلفة المضامين ومجتمعة في بوتقة حقيقة وحيدة
تمارس الحياة طوال اليوم ثم يعتريك القرف حين تجلِس قبالة نفسك وتقرأ الأسى الغائر في بؤبؤ عينك
بامكانك التملُّص من الجميع الا من نفسك وتلك الروح التي تقرؤ الأسى الغائر في قصبة صوتك
وتلمحُ الأسى المختبي خلف فلول بسمتك
وتلمسُ دفق الآه في أضلاعك
ذاك الرِباط الخفيِّ بخيوط شفيفة تهتزُّ اثْرَ وعكة قلبية وترتعد وترتعش وقد تتوقف عن النبض !
في تلك الزاوية الداخلية تنعكس الظلال عليك وتتمخض عن رؤىً كانت تتخّذُ شكل الحياة
تصيدُ الذكريات وتتنفسها بعمق وكأنها كانت بالأمس القريب
فتبتسم لها بكامل الحنوُّ بينما يتّقِد في داخلك بحرُ شوقٍ لجِب
وتعدو الأيام سِراعاً وكل شهرٍ بمثابة موسم طوييل
تخادع نفسك وتنوءُ كتفك بثِقَلِ معاطف الانتظار
وترِنُّ في خلاياك أصداءُ تلك الكلمات (ليتنا نبتاعُ عمراً آخر ونعيش في جزيرة نائية بعيداً بعيداً )