لكَ ألف وجه و وجه ...
و لي وجوه لا تُحصى ...
و احتمالية أن نلتقي ... هي صفر%
لأننا لا نريد أن نلتقي ...
فنحن لسنا أهلاً للقاءات العظيمة ...
سنحوّل اللحظة إلى مأساة ...
نكره بعدها الحياة و من فيها ... حتى أنتَ سأكرهكَ لأنكَ جئتَ قبل الموعد بأعوام ...
و أنا لم أكن مستعدّة بعد ...
لا زال فمي يبكي ... و دمي يحمل أوجاعي سعيا ما بين ذاكرتي و المقبرة ...
و كنت لا زلت حائرة بأي ثوب ألتقيكَ !!
فلعبة الألوان أفسدت عقلي ... و جعلتني أخشى أن تؤثر فيك الألوان ...
كتبت مستغانمي ( الأسود يليق بك ) ...
لكن الأسود يا - خِلّ الروح - ضيّعني في بهيم سوداويتكَ ...
فلم أعد مرئية ... و لا مخفية ...
أصبحتُ كبقعة لون تتحرك في المكان ... لا صوت لها
الحسيس الذي يتناهى إليكَ منها ... ليس إلا صدى عويل قديم جداً ...
أما أنا ... فقد لجمت فاه قلبي عن كل شيء ...
حتى أني - في قمة العطش - أروي قلبي من جعبة الزمن الماضي الذي أحتفي به كل عام بإنطفاء شمعة رغبتي ...
و ها قد اقترب موعد ذكراه السنوية في نيسان الآتي على وجل ...
الشهر الذي فيه ( مددت يدي ) ...
فاختفيتُ بعدها ... و أعلنت غرفتي عني كمفقود لا أثر له منذ أعوام ...