كُلِّي يصمت ... و كأن الحبر مُفطِر !
الفكرة بحد ذاتها تخدش الصوم ... أن أفكر ...
العقل لا يصوم ... و يلتهم كل ما يمر بطريقه ... حتى غدا مفترساً !
في ظل انتحار الكلام ... و فرار الأحاديث إلى جهة غير مفهومة !
بات التفكير ملهاة ... في أي شيء و حول أي شيء يمكن أن تدور الفكرة ...
منذ زمن لم أرى حشرة في غرفتي !
منذ مدة طويلة الهواء محبوس خارج هذه الغرفة ... سئمتُ رائحتي التي لا يداخلها شك ... و رائحة الغرفة التي لا تثير الريبة !
حتى علبة سجائرك الأخيرة ... فقدت رائحتها !
كل هذا الهواء يخصني ... لا أثر لأنفاس البشر فيه ... و أحسبه ضجِر مني !
أكره العطور المصنّعة ...
من غرائب ذاكرتي ... أنها تحتفظ بطبعة دقيقة لرائحتكَ ... كنتَ يومها عائداً من يوم عمل شاق ... فعانقتني بشدة !!
حتى تشربت ذاكرتي رموز رائحة جسمكَ الذي تعرّق بغزارة ...
خلاصة تعبك ... و شفرة حنين معقّدة ! لا يمكن حلّها بمشهد عابر ... و ابتسامة !!
لا بد من البكاء ... لابد من إظهار الولاء ...