[زايد الشليمي]

؛

[
عندما كنتُ ..( رجلاً..)
قبلَ أنْ أصبح (طفلاً.....)
كنتُ بارعاً .. بالنقد .. والسخرية
وأكثر ما أسخرُ .. منْهُ ..السياسة
كنت في مجتمعي .. الوحيد
الذي ينتقد .. في زمن
كان الكُل .. لايعي .. أين هو
في الخريطة ..
كنتُ أسخَر .. من
الحقائق الحتمية والمقدسة
والتي أصبحت فيما بعد
( معلّقة ...)
كنتُ محاربٌ للصحوة بكل الصور
حتى شعرتُ .. أني جريء..
في تخطي الخطوط الحمراء
وبعد الحادث الذي تعرضتُ له
كأسلوب دوائي ..
حتى فقدتُ الذاكرة جزئياً
وبدأت ملامحُ .. بعض البشر
أعرفُ أنّي أعرفهم ..
ولكن ......لا أعرفهم
وبدأت ملامح الإنسانية .. تظهر
على وجهي حتى وصلت .. الى
أفكاري ..
وقمت بفرْم المخ .. وإعادة قناعات
الأسئلة (الوجودية ..)
:
أذكر في أحداث 11 سبتمنبر
كل المجتمع الإسلامي .. صفّقوا
لهذا العمل الذي يرونه ..بطولياً
ونوع من عقاب أمريكا ..
حتى الذي لم يعلن .. تأييده
كان .. في داخله .. شيئاً
يمارس الفرح ..
وأنا .... بكيت على بشر ذنبهم
أنّهم أحياء
شعرت أنّ .. كل مواطن منّا
داخله (داعشي)
أما أن يغذيه ... أو يقتله بإنسانيته
:
وبدأتُ أرحل تدريجيا
.. من رجل ..الى (طفل..)
كانت العاقبة مؤلمةً..
وسقط الكثير من الضحايا
والكثير من البشر
وأعلنتُ... أفكاري الشاذّة بالنسبة
لهم وأصبحت ..مكان شك
نقلت مدرستي ... وذهبت لمدرسة
اخرى ...
عرفت أن هناك من .. يحذّرُ مني
ويحذّر من أفكاري الإنفتاحية
والنقدية والإنسانية قبل كل شيء
أصبحتُ ... مشبوهاً وشاذاً.. وملحدا
في نظرهم ..
ويجب تجنّب الحديث والنقاش
أنا لم أكفر...
ولكن .. أرى الله بصورة اخرى
تختلف عن رؤيتهم
إنّ بعض الأفكار العقدية تشوّه
الله ... حتى أصبحنا لانحب الله
بل نخشاه بصورة مرضية

الآن ماكنتُ انتقده قبل عشرين سنة
أصبحت ..بعض الأصوات ..
تنتقد وتنادي بالنظر
لبعض الأفكار التي لايجرؤ أحد على انتقادها... وتتعدى على ماجعلوه مقدسا
:
أصبحتُ .. منبوذاً بطريقة غير
مباشرة ..
وأنا ارى في عيون من اقابلهم
نظرة الاشفاق علي ..
وأني أول من يدخل جهنم
:
ليس لي ذنب ..
الذنب .. ذنب أفكاري
لا أحد .. يحدد أفكاره
ويسوقها لما .. يريد
:
اخترتُ عقلي فقط ..

:







زايد