منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2007, 06:04 AM   #47
بدر الحربي
" البــدر "

افتراضي




.
.
.


"ثرثرة فوق التايمز"


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


- في بيوت الفقراء:
الحب حياة يتعلقون بها
الحب قطع خبز يعيشون عليه

- في بيوت الأغنياء:
الحب ترف يكاثرون به
الحب قطع ملابس داخلية من "لاسنزا"
تخفي أكثر من مجرد قصة حب

في "بيت" صغير ضمّ خمس أخوات
وأخوين أعداء
لأبٍ وأمٍ منفصلان جسديا وعاطفياً
منذ ميلاد آخر الأبناء

في "مدينة" تبتلع القادمين إليها
فلا يخرجون منها إلا للقبر أو للمجهول

في "مجتمع" مزقته الطبقية وغرقت
بشرة أهله بالزيوت النفطية

في "عالم" كبير لا تستوعب الدقيقة
منه كمية الأحداث فيها:
إنفجار مبنى، إنفجار إطار، موت طفل
جرح أصبع، تعذيب متهم، حادث قطار
سُكْر أمير، رقصة فتاة، بكاء أبٍ مقهور
مختومةً بـ نهاية قصة حبٍ كبير

في "لندن" مدينة الضباب حيث
يموت العرب ويعيشون ألف مرة
تتفحص عيون التحرّي كل سحنة
عربية تقترب من الأنفاق أو تسأل
عن إتجاه حي قصر البرلمانات

في "حياة" أشبه بخريف لا ربيع قبله
ولا شتاءها يوحي بصيف سيعود

وقف يتأمل ما مضى من العمر
حين وطأت قدماه لأول مرة هذه
المحطة المليئة بالمغادرين

لم يتبق الكثير أجاب نفسه
أيام قليلة وتحزم الحقائب
لكن إلى أين؟
وتلك "الشهادة" التي
صهرت لأجلها قلبك
لمن ستهديها؟

تبسم بعد أن أيقن أنه
لا محالة سيحرقها ثم ينثر
رمادها فوق نهر "التايمز"
كطقوس جنازة هندوسية

لك الله يا دنيا كم فيك
من أوهام وخيالات وقصص
منسوجة بأعواد ثقاب
تشعلها نار الحقد
فلا تبقي إلا الرماد

يشتد برد تتحول معه
النار إلى ذرات غبار
وتقوده الأقدام إلى غرفته
هناك:
خبأ "دمية زجاجية" صغيرة
يقبلّها كل ليلة مرّتين
كانت تلعب بها فتاة صغيرة
عمرها 6 أعوام..!

كان ذلك قبل 24 عاماً من الآن
هجرت "هي" لندن
وبقي "هو" وحيداً..!


ودفنت الأرض سرّهما بتراب من أوهام..!




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

justbadr@hotmail.com

بدر الحربي غير متصل   رد مع اقتباس