“جغرفة ضوء"
مدينة، حيّ، شرفة، ضوء جالس بآخر المقهى
ابد ما كنه اللي شقق الشباك بيدينه
ملامحْه التعب لكن تعب ما كان به يزهى
واذا يزهى، على شمسه يغني رحلة سنينه
غريبٍ كانت دروبه مسافة صبحه الأبهى
رحوبٍ رفرفت روح الصحاري بيني وبينه
حديثه نار يتساءل عن الدهشة ولا يسهى
كأنه في بعض بعضه تشظّى ودْمعت عينه
حبيب الظلّ، يتوطن على شانه ولا يلهى
نديم الشمّع وشْموس المصابيح لـ محبّينه
كسره الماء ويتصدع على صدره حزن أدهى
من اللي بلّل فتوق اليباس وضم له طينة
تجغرفه المرايا في اماكن للضياء ولهى
مثل فجرٍ يطل من السماء لأحلام غافينه
يسافر في تفاصيل الفصول وفصله الأشهى
ربيعٍ شايل احساس الشتاء لـ اوطان فصلينه
يشوف الناس في عيني ولا يأمر ولا ينهى
ويتأمل خجل شمس الغروب بوسط كفينه
رصيف و شارع و حارة و ضوء بآخر المقهى
نفض صوت الغبار وخيّط الشباك بيدينه