لم يكن فؤادي مٌترعاً بالحب
ولم يٌباغتني ضوء العشق
ومثلي لا تعجزه البلاغة
ولا تستعصي عليه اللغة والبيان
وكنتٌ أشعرٌ أن كل شيء مسخرٌ لي
حتى حاصرني جمالٌ الحزنُ بعينيها
واستعصت عليَ معاجم اللغة التي أرتلها
وأدعو الله أن يحلل عٌقدة من لساني ...
يا الله دثروني من ربة الحسن وبابه
أين قناع القسوة والغرور الذي كنتٌ أرتديه
أين تلك النفس التي تضيقٌ من المواعيد
ولا تشدها رائحة الزهور والعطور
أين تلك الأنفة التي لا تتوسد
إلا وجه السماء وصدر الغيم
أين ذلك الجسد الذي
لم تعبث به سياط الحٌب
فإلى أي الجهات أولِ وجهي
وكيف أحافظ على سبحة الكبرياء والشموخ...
يارب نٌذري معقودة بين يديك
اطلق سراحها من قلبي
فنفسي ليست متهيئة لضعف الحٌب
أكره الهوان والانكسار وعوز العاشق
أكره الفقد والغياب وأسوار المدينة المٌغلقة
أكره الصمت وحشرجة الصدر والاستسلامٌ للنحيب ...
أخاف أن يأتي الوقت الذي أجبرٌ فيه
على عد أنفاس الساعة
ليكون ثمة لقاء منتظر ...
أخافُ أن أصبو في لحظة ضعفي
وأطرقٌ أبواب العرافين والعرفات
وأبحثٌ عن تعويذة عشق
تزرع السكينة في قعر جوفي ..
أخاف من لحظة جنون تجعلني
أتحسس رأس الطريق
الذي تنمو فوقه خطواتها
أن أستعطف تلك النخلة التي
ظللت وجهها من حٌرقة الشمس
أخاف أن أسأل الهواء الذي يشهقٌ به صدري
وهو يٌحاول صد الأبواب عنها
ويغلقٌ على عٌمره تابوت الخيبة
وويلات الطعنات تٌحاصر قلبه من أقْصاه إلى أقصاه