من زفرتين الناي؛ سيّابك يهوبل للمطر
لنشودة الهتان والساحل تسامى موْجعه
يعطي صباح البيد رذراذ وعصافير وشجر
وياخذ من سْنين النخيل اللي في صدره يزرعه
للشرفتين؛ الريح تتمادى وترمي له حجر
والشمس تشرق لا تبعثر فـ الخليج وتجمعه
للغربة؛ الليل يْتثاءب والصدى صوت السفر
للطرقة؛ قناد المسافة برق يشعل مدمعه
كم سرّح اليدّين فوق الرمْل وحساسه بحر
كم ثار من صوت الشتاء دفء الضباب لـ أضلعه
في مقلة العابر من الذكرى لـ شطأنك عبر
لحكاية الـ يا مال والمحار فجره يتبعه
النود تهذي كل ما لجّ السحاب من القمر
والموج يشتاق الصحاري و المرافي تمنعه
تهتف له النجمات يا "بدر المساء" شد الوتر
خلّ الفنار يْهيم في حلمك ويسقي مسمعه
يا كثر ما غنى على الأطلال واعياه السهر
ويا كثر ما ذاب الحنين المغترب في أدمعه
لين ارتمى فوق البلاد وضجت أنشودة مطر
عيناكِ غابة من نخيل عْذوقها ماتت معه