منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عاشق في محراب الوحدة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2025, 06:04 PM   #2
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16288

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


في صمت هذا المساء
فتحتُ نوافذ قلبي على الريح
فجاءتني الوحدةُ لا كضيفٍ ثقيل
بل كمَلكٍ بلا عرش
يجلسُ على صدري.. ويبتسمُ بحزنٍ أعرفه.

أيها العاشق المتنسّك في محراب الوحدة
تتعبدُ بلغةٍ من جمرٍ يتوضّأ بالحنين.
كلّ سطرٍ فيك محراب
وكلّ استعارةٍ نايٌ يبكي
وأنا لا أملك من نفسي إلا الانحناء أمام هذا الحبر المُعلّق.

من أين أبدأ الرد على رجلٍ
استعار من الجليد نبضه
ومن النار أصغى إلى صمته
ومن الغياب بنى مدائن لا يسكنها إلا صدى حبيبته؟

هُنا..
أنت لا تحكي وحدتك
أنت تزرعها فينا
تُسطّرها شجرةً من لهبٍ على جدار الروح
فنراها.. نلمسها.. نحترق بها.

تجعل من الحنين كائناً مجازيًا له قدمان
يسير خلفك؛، يُطاردك
ثم يتوسّد صدرك كطفلٍ لم يُفطم من ذاكرة امرأة.

ظننتُ أن الوحدة صمتٌ بارد
حتى قرأتك؛، فعلمتُ أنها لغة
أنتجها الذين نُفيَت أصواتهم إلى المنفى الداخلي
واستعاضوا عنها بوشم الكتابة.

تقول: “أنا وحيدٌ”
لكن وحدتك ليست فراغًا
بل كثافة وثِقلٌ لا يُحمَل
صوتٌ خافتٌ يُدوّي أكثر من العويل.

وها أنت..
تكتبك على جدار الغياب
كمن يُحاول أن يُقنع المرآة أنه كان يومًا اثنين
هو..ويدٌ تمسكه حين يسقط.
لكن اليدَ غابت
وظلّ الجدارُ ينتظر توقيعك الأخير
‘أنا وحيد… دائمًا وأبدًا.’”


أ.جهاد..
نصّ نثريّ رفيع مكتمل العناصر.. يجمع بين الحزن النبيل واللغة المتقنة
ويضرب عميقًا في تربة الذاكرة والحنين.
كل ما فيه لا يُشبِه إلّا أنفسنا حين نكونُ عراةً من كل شيءٍ
إلّا من ماضٍ لا يتركنا؛، وظلٍّ لا يسبقنا
وحبٍّ لم يغادر.. لكنه اختار أن لا يعود.

عُمق

 

عُمق غير متصل   رد مع اقتباس