منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عاشق في محراب الوحدة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2025, 09:33 AM   #3
جهاد غريب
( شاعر )

الصورة الرمزية جهاد غريب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 3538

جهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عُمق،

تتضاءل الكلمات أمام عمق ما خطّه قلمكِ، وتتوقّف الحروف خجلةً أمام سحر روحكِ التي قرأتْ بين سطوري ما لم يُكتب.
كيف أشكركِ؟ هل أقول إنّ تعليقكِ كان كالماء العذب في صحراء الكلام؟ أم بأنّكِ منحتيني نافذةً أرى من خلالها نصّي بعينيكِ، فأكتشفُ أنه كان يحملُ أكثر مما ظننتُ؟

لم يكن ردّكِ مجرّد كلامٍ يُقال، بل كان قصيدةً نثريةً بحدّ ذاتها، نَزَفَتْ صدقاً وجمالاً، ونسجتْ من حروفكِ عالماً موازياً لعالمي. لقد حوّلتِ وحدتي من ظلٍّ خافتٍ إلى "شجرة لهب.. على جدار الروح"، كما وصفتِها ببراعة. وأعجبتُ كيف استطعتِ أن تلتقطي تلك الخيوط الخفيّة في نصّي، وتُضيئيها بعمقِ رؤيتكِ:

لقد استطعتِ ببصيرتكِ النافذة أن تلمسي جوهر الوحدة التي أردتُها، خاصةً حين قلتِ: "أنت لا تحكي وحدتك، أنت تزرعها فينا". نعم، هذه هي الوحدة التي أعرفها: ليست فراغاً، بل كثافةٌ لا تُحمل، كما عبّرتِ. إشارتكِ الذكيّة إلى "الحنين كائناً مجازيّاً له قدمان؟" فبهذه الصورة البديعة، لخّصتِ سِرَّ الألم الذي حاولتُ تعليقه على جدار الغياب."

أشعرُ أنكِ كُنتِ هناكَ معي... في تلك الزوايا المظلمة من الذاكرة، تتنفّسين "برودة الحنين" ذاتها، وتلمسين "اليدَ الغائبة" التي أبحث عنها. بل إنّكِ أضفتِ إلى كلماتي أبعاداً جديدةً، كما حين قلتِ: "الوحدة لغةٌ أنتجها الذين نُفيت أصواتهم إلى المنفى الداخلي". كم أذهلتني هذه العبارة! فهي لم تُفسّر نصّي فحسب، بل قدّمت له مفتاحاً وجوديّاً لم أكن أحملهُ وحدي.

لا أملكُ إلا أن أنحني أمام كلماتكِ كما انحنيتِ أنتِ أمام حبري. شكراً لأنكِ جعلتِني أرى نفسي في مرآة روحكِ الواعية. شكراً لأنكِ أثبتّ لي أنَّ الكلمات، حين تُكتبُ بصدقٍ، تصيرُ جسراً بين الأرواح التي تبحث عن بعضها في بحر الوحدة.

دامَ قلمكِ نهراً يروي القلوبَ العطشى،
وظلّت روحكِ مرآةً تُعيدُ إلى الكلمات بهاءها.

 

جهاد غريب غير متصل   رد مع اقتباس