حين لا يعود العشق وطنًا وتغدو الوعود ظلالًا جوفاء
تولد الكلمات من رماد الخيبات وتصرخ الحروف حين تخنقها غصة الرحيل
بين "بتلات الشوك"، بوح بما لم يقال عن حبٍ نزف حتى الرمق الأخير
تأرجح بين نقيضين الرقة والألم مما يرسّخ معنى الفقد والوهم منذ البداية
كمن يغوص في نار وكأن الحب ذاته أصبح مكان العذاب
البداية تئن من الحنين ثم يأتي العتاب حيث نلمس الخذلان العميق
واللا تكافؤ في المشاعر.
وماذا بعد بتلاتك الجريحة؟
أكان لزامًا أن تُكحَل الجفونُ بالسواد
وتغنّي للوجعِ في كلّ غصنٍ مكسور؟
أما علمتَ أنّ الشوك لا يُنبت وعدًا!
وأنّ من يعبرك ولا يراك
لن يراك ولو نزفتَ له روحك.
يا من صلبك الرحيل على أعمدة الحرمان
أترى كان الجمالُ يستحق هذا الفداء؟
أم أنّنا نغرمُ بوهمِ القرب
وننسى أن البعض لا يعرف لغة النداء!
عدْ من حيث أشعلتَ شموعك
فإنّ من لم يُنرْ دربك لا يستحقّ وهجك.
كفكف دموع القصيدة
وانهض من بين بتلات الشوك
فالجمال ما يزال في جهة القلب ولو بعد حين.
أ.طلال
بين كلّ حكاية وجع تنبت قصيدة
وبين كلّ انكسار يولد يقينٌ جديد
أنّ من لا يرى وجعك لا يستحق دفءَ قلبك.
فلتمضِ يا شاعر النداء
فبعض البدايات تبدأ من حيث انتهى الحنين.
ليس كل نزفٍ يُرى ثمة وجعٌ يُغنّى بالصمت
وثمة حبٌّ لا يُكافئه إلا الجفاء.
وفي العتمة التي خلف بتلات الشوك
يتلوّى القصد ويولد السؤال من رحم الخذلان
من ذا الذي يعشق ليحترق ثم يعود ليحترق من جديد؟
عُمق