منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رحلة الحلم والأجر الروحي!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2025, 11:03 PM   #3
جهاد غريب
( شاعر )

افتراضي قارئة تُعيد للنصوص اتزانها...


يا عُمق،
لا أدري، أأردّ على تعليقٍ أم أُبارك نصًّا موازيًا للنص؟
فكلماتك ليست تعليقًا، بل مرآة صافية… امتدّت أمام النص لتُعيد تشكيله بلغةٍ أخرى، لا تقلّ جمالًا ولا دهشة.

***

حين تكتبين:
"الحلم ليس عبثًا بل رسالة مشفّرة"/ و"الخير الذي نمنحه في عوالم الظل.. هو الخير الذي يُنبت فينا بذرةً من السلام"
فأنتِ لا تفسّرين النص، بل تفتحين له بوابات لم أرها أنا كاتبه،
كأنك تملكين مصباحًا يسير داخل دهاليز السرد،
ويكشف، لا المعنى الظاهر، بل النيّة العميقة المختبئة بين السطور.

وفي حديثك عن الطفل، والزوجة، والشقيقتين،
شعرتُ وكأنك تمسكين بيد الحلم نفسه وتقولين له: "ارفق بي، لكن دعني أراك جيدًا"،
فإذا به يُصغي، ويتمثل في كلماتك،
كما تتمثل الأرواح في المرايا القديمة… صامتة، لكنها مفعمة بالحنين.

***

كل جملة كتبتها كنتُ أتمهل عندها،
لا لأفهمها، بل لأتأمل عمق الصدق فيها.
فأنتِ لم تُضيئي النص فحسب، بل جعلتِه يتنفس من جهة أخرى.

وإن كنتُ قد حاولتُ أن أقول إن الحلم عالم موازي للرحمة،
فأنتِ قد أكدتِ أنه مساحة نقيّة تُمارس فيها الأرواح طقوس الخير حين تضيق بها الحياة.
ردّك هذا هو النصّ الموازي،
الظلّ الذي لا يعكس جسدًا، بل فكرة.
والرؤية التي لا تُناقش النص، بل تُكمله.

***

شكراً لك يا عُمق،
على هذا الامتداد الدافئ بين يديّ الحلم،
وشكرًا لأنك، ببساطة، قارئة تُعيد للنصوص اتزانها… حين تكتب هي، في صمت، عن الامتنان.

 

جهاد غريب متصل الآن   رد مع اقتباس