يا سيرين،
تعليقك هذا ليس مجرد امتنانٍ عابر، بل هو امتدادٌ للحبر النابض في النص،
صدى يأتينا من الجهة الأخرى للمعنى… تلك الجهة التي لا يُمكن للكاتب وحده أن يبلغها.
“سرديات ترتب ما تبعثر منا”
كأنكِ تصفين النص لا بوصفه كتابة، بل علاجًا داخليًا للروح…
عملية جبرٍ هادئة لما تكسر فينا من زحام الحياة.
أما قولكِ: “نكهة حرف كمدينة تعتمر الجمال”
فهو تشبيه لا يصف الحرف فحسب، بل يُلبسه عباءةَ المكان والهوية،
كأنّ الجمال في نظرك ليس وصفًا خارجيًا، بل انتماء…
مدينةٌ كاملةٌ من اللغة، تعتمر نبضًا لا يُشبه إلا ذائقتكِ.
حين تكتبين تعليقًا،
يتحوّل الكاتب إلى مُنصت،
ويشعر أن كلماته لم تذهب سدى، بل ارتدت إليه على هيئة عطرٍ جديد،
أكثر نضجًا، وأشد اتساعًا.
وشكرًا لكِ على جملةٍ تُضيء في القلب كثيرًا:
“شكرا لم وهبتنا من وهج أعاد رونق اللغة”
فهذا الوَهَج لم يكن ليظهر لولا عيونٌ تُنصت بجمال، وعقولٌ تُجيد احتضان الظلال خلف الضوء.
مودتي، والامتنان… والياسمين،
لكن بحضورٍ إضافيّ من المسك، لأجل قارئة تعرف كيف تصنع من الكلمات نوافذ تُفتح نحو الروح.