كانَ للبحرِ دائماً لغةٌ أخرى، لا نحمِلها على محملِ الجدّ حتى ****نا في مباغتةٍ خاطفةْ. ويحتوي أجداثْ موتانا لنراقب هطولهمْ ذاتَ شفقْ أو حينَ مواتْ.
جلستْ تراقبُ لغةَ الرملِ وهي تسوقُ منَ الوقتِ ما يمضي ناشراً جناحيهِ للضوءْ. ومتجهٌ في حبّ إلى ما يسمى في نظرِ المتنمرينْ خطيئةْ.
كانَ في الكلماتِ التي تحفرها الأشياءُ والوجوهُ والصورُ والروائحُ والأماكنْ مساحاتٌ شاسعةْ في الذاكرةْ.
تنقضّ أحياناً بشكلٍ يثيرُ الغثيانْ، وهيَ كما كلّ النساءِ على هذا الكوكبْ " حلقةٌ أضعف".
لا يهمْ كم من بحرٍ استطاعتْ أن تعبرَ عبرَ تاريخِ الجسدْ، وفي عمرهِ الذي يقدّر بـسنواتٍ للفقدْ أكثرَ منها سنواتٌ معاشة فعلاً.
كانَ الحزنُ على وجهِ التقريبْ خمسةً وعشرونَ عاماً من الصمتِ المدقِعِ خلفَ مساحاتِ الرملِ وجَردِ الخواءْ.
لملمتْ هيَ الأخرى سنيناً تهربُ منها إلى أعتاب حقبةٍ جديدةْ تكادْ أن تفتضُّ احلامها بوحشيةِ الجائعِ الى جسدِ أنثى في ليلةِ زفافٍ استغرقَ في تخيّلها حتى أعشوشبَ رملُه.
زمّت شفتيها، واحترقتْ مع آخرِ الخيوط المغرقةِ في البحرْ، كانَ بينها وبينهُ ذلكَ الاتفاقَ السريّ بحبٍ لا ينضبْ ولا ينتهيْ، فـ تجِدهُ دائماً متسللاً بينَ مفاصِلها المعطوبةْ، ينبيها بأنَهُ لن ينساها، ولنْ ينسى خياناتهُ مع حبيباتهِ الأخرياتْ.
أتاها صوتٌ موغلٌ في عتمةٍ غائرةـ لم تعدْ تسمع الاصواتَ كما هيَ أصبحتْ ترى الاشياءْ بعقلها في صورٍ فنتازيةٍ مختلفةْ.
لم يعدْ الأحمرُ هو الأحمرْ كما علمتها أمها في سنينِ الرضاعْ، ولم يعد للأشياء ذلكَ المعنى على وجهِ الخصوص.
كانتْ ملامحَ هلاميةْ لـ ما يُشبهُ الصوتْ، وما يتداعى أمام عينينْ لـ ما يشبهُ الشكلْ.