منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الهايكو جوهر الذات أولا وآخرا
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2007, 01:44 AM   #1
محمد بن خليفه
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد بن خليفه

 






 

 مواضيع العضو
 
0 .....!
0 أين أنت
0 ...........................
0 ذاكرة صدأ

معدل تقييم المستوى: 0

محمد بن خليفه غير متواجد حاليا

افتراضي الهايكو جوهر الذات أولا وآخرا




انحياز نحو التأمل
من أسرار النفس البشرية و التي لا تعد ولا تحصى البحث عن عنصر الجمال و الإنحياز و الانتصار له وهذا أمر من أمور جبلت عليها الأنفس..كحقيقة تتجسد بشكل عفوي كواقع من خلال تصرفاتنا و ردات أفعالنا مع الشيء و مع الآخر..قد نجد أنفسنا أحايين كثيرة مخطئين عندما نرى أشياء هي في عرفنا جميلة وقد يراها الآخر أمرا عاديا جدا وهذه المسألة عامة وقد تكون نسبية أيضا..ومن المتعارف عليه أن فطرة الإنسان تحرض المرء على الاستكشاف و البحث عن عوالم ضمن أشياء وعوامل ورؤى تنتمي إليه و تسكن اعتقاداته و تكويناته الفكرية والروحية فقد يراها في أشياء عابرة وقد يلمسها في لحظات طيف وقد يكتشفها بعد فترة طويلة من التعامل إما ضمن أو مع أو خارج إطار كينونة ما..ليجد نفسه في امتداد مع كل شيء له أثر داخلي في نفسه..
المدهش في الأمر هو أن تكتشف أن هناك ثقافة فرز لدرجات هذا الانتصار من شخص إلى آخر ..خذ على سبيل المثال خصلة التأمل..هذا العالم الشاسع برحابته يعطيك قدرة فائقة على السفر الطويل نحو ما لانهاية.. باحثا متوحدا مستكشفا موجدا مستوطنا محلقا تصنع لنفسك مدى لا يحدد حدوده سواك وفي هذه النقطة تحديدا تتضح لك الكثير الكثير من الأشياء الخفية في مجمل الأشياء وتستطيع من خلالها ان تحدد قدراتك و مجالاتك و مساحاتك و حدودك ولا يساعدك في ذلك أحد سواك وكل ذلك رهين بما تشربته سواء ما تملكه أو ما مُلكته وزرع في شخصيتك سواء فكريا - ثقافيا - روحيا -.. بمعنى أن لبيئتك الشخصية التي تنتمي لها حقيقة الدور في ايجاد ذاتك لذاتك ليس على المستوى المعيشي المتعارف عليه من حيث البيئة الأرضية أو المنهجية إنما في عالمك الخاص الداخلي الذي يشبهك و يمثل انعكاسا لك أنت كتكوين متفرد تملك من خلاله مفاتيح تعاملك مع نفسك ..والقدرة التي تؤدي بك نحو قوة الإدراك.. هذه القوة التي تأتي نتاجا للتأمل من خلال هذا العالم الشاسع وكما هو معلوم أن هناك أشياء ظاهرة العيان وأشياء خفية وأخرى تقع بين تلك وتلك..والطبيعة مليئة بما يمكن أن يجعلنا نتيه في عالم من البحث و الاستنتاج و الرفد ومحاولات للوصول إلى ما بعد المرئي..العالم المحيط يدعوك للبحث عن شيء ما..فأنت عندما تطرح مجموعة من الأسئلة فمباشرة يتبادر إلى ذهنك أن هناك أجوبة لسبب بسيط هو إيمانك المطلق أن لكل سؤال إجابة وهنا لا يمكن تحديد القضية بقدر ما أسعى أن ألفت الانتباه إلى بعد الإنسان في إدراكه للأشياء..إنها المعرفة..لغة التنقيب و البحث و الاستكشاف..

قرأت ذات فترة عن فن يدعى "فن الهايكو" و هو فن شعر ياباني مختزل معناه أنه حالة من البساطة في محاولة لتعرية الجوهر.. تأملت العبارة جيّدا..وكنت كلما اتأملها يقودني الأمر إلى أسئلة وكل سؤال يأخذني في اتجاه آخر..ووصلت إلى قناعة أن بين الكلمتين - البساطة,التعرية- خط فاصل يربط بين تلك و تلك..و البداية تؤدي إلى بداية الأخرى والعكس صحيح في جميع الحالات.. يبقى أن ننوه أن "فن الهايكو" لا يتأتى إلا لذوي القلوب المتيقظة..!و السؤال هنا..كيف سنصل بقلونا إلى مرحلة اليقظة..!

تستطيع أيها القارئ الكريم أن تحدد كنه هذه اليقظة ..قرر الإجابة واعلم أنك ستكتشف ذاتك بناء على إجابتك!


شكرا

 

التوقيع

http://nazf.maktoobblog.com/




حــدّ مثـلـي بــات مشجـنّـه
حـلـم طـيـفٍ مــرّ خطّـافـي

واغتنم مـن وجـدي الونّـه
يــوم كــلّ بالـكـرى غـافـي

جـرح فـي جاشـي مخفنّـه
والخوافي ضربهـن خافـي

لــي مـحـبّ مـنّـي أو مـنّـه
حبّ مثل الجوهر الصّافـي

لـيـت باينـقـل لـــي الـمـنّـه
جـان قـدره عنـديـه وافــي

ف.ع



محمد بن خليفه غير متصل   رد مع اقتباس