منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( الغـــلام القتيل )رؤية..! ( طرفة بن العبد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2007, 06:37 AM   #1
عاصفة الشمال
( مُهاجرة إلى زمن ٍ ما )

افتراضي ( الغـــلام القتيل )رؤية..! ( طرفة بن العبد )







إنه ( الغـلام القتيل ) طـرفة بن العبد البكري



هذا الشاعـر الذي تعجبني أشعاره .. و كثيراً ما أغوص في أعماق تعابيره ..



أشعـاره ممتعة بجمال تصويرها ... و صدق تمثيلها ..



ناهيك عن الحكمة التي تنطق لنا بها /


الخير خيرٌ و إن طال الزمان به**و الشر أخبث ما أوعيت من زادِ




له أبيات خالدة تُحسن تصوير الواقع و تـلامس أنامل الوجدان ..



لم يكن مجرد شاب قال الشعر في سن صغير ... و صمد ينشده حتى عُلق



على خشب الصلـب و المنية تلتف حول عنقه ...




بل أن طرفة بن العبد ... نموذج فريد لتجربة حيايتة عميقــــة ..



اشتهر بمعلقتـه التي تعتبر ثاني معلقات الجاهلية أهمية


و التي يقول في مطلعهــــــــــا /


لخولة أطلال ببرقة ثمهـدِ**تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليـدِ


ولد طـرفة بن العبد من أب بكري و أم غير بكرية لذا فقد عانى الأمرّين بعد وفاة


والــده و هو في سن صغير من أقاربه..


اسمه الحقيقي عمرو لقب بطـرفة لبيت قاله و هو /


لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطرفاً ** و لا أميريكما بالدار إذا وقفـا ..



و قيل نسبة إلى شجرة الطرفاء و هو الأثل .. و الله أعلم



هـذا الشاعر الفتي الذي صور نفسه في معلقته بصورة الشاب


المظلوم من أهله .... الذي ثمل من هموم الحياة و منغصاتها


ومرات أخرى نجده في صورة الشاب المُقبل على الحياة يرتشف منها بكل حرية


و كأنه مع العمر في سباق فأحب أن يستغل كل دقيقة فيه ..


عانى كثيراً من ظلم أقاربه و في ذلك يقول/


و ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً ** على المرء من وقع الحسـام المهندِ ..



كذلك تألم كثيراً من تخلي رفاقه عنه /

كل خليلٌ كنت خاللته **لا ترك الله له واضحة

كلهم أروغُ من ثعلبٍ **ما أشبه الليلة بالبارحــة..!



في لحظة طيش و عجرفه هجا عمرو بن هند ملك الحيرة و أخاه قابوساً فوصل


إليهما الهجاء فأضمـرا له الشر حتى كانت نهايته على يديهمـا ...


ومن تلك الأبيات قوله فيهما /


فليت لنا مكان الملك عمروٍ ** رغوثاً حول قبتنا تخــــــــور


المعنى ( إن وجود عمرو بن هند لا نفع له لمن حوله .. و أفضل منه وجود

نعجة مرضع تُعطي بسخاء و تدعو إليها المستفيدين منها )


طرفة بن العبد أرى أن شعره الذي جنى عليه لتتخطفه أنامل الموت


وهو ابن ست وعشرين سنة كما قالت أخته /


عددنا له ستاً و عشرين حجةً ** فلما توافاها استوى سيداً ضخما


حتى في آخر لحظاته كان لا يزال إعتداده بنفسه باقٍ ..هاهو يقول قبل صلبه /


من مُبلغٌ أحياء بكر بن وائلٍ ** بأن ابن عبد راكبٌ غير راجلِ



بل نكاد نجزم أن غرور طرفة بن العبد و شاعريته الفذّة التي لن تتكرر


في منهم مثل سنه آنذاكـ سبباً بعد إرادة الله أن تقضي عليــــه


لنقول ( هذا ماجناه عليه شعــــــــــره )..




.


.



رؤية متواضعة مني لهذا الشاعر الجاهلي / طرفة بن العبــد ..



/

/

و تقبلوا تحياتي .

 

التوقيع

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أينَ أجــدُني !!!

عاصفة الشمال غير متصل   رد مع اقتباس