.
.
.
"وخزات مبهمة"
كثيرة هي الليالي التي
نقش تاريخها بفحمٍ أسود
على ثياب بيضاء أو نباتية اللون
نجبر فيها على ارتداء قناع باسمٍ
فوق شفاهٍ تعشقها الأحزان
في ليلة يعشقها السعوديون كثيراً
وتكرهها كثيراً السعوديات
كان حاضراً بجسده السعودي
بينما قلبه مسافرٌ في أرضٍ
لم تتضح بعد معالم جنسيتها
تتسرب إلى أنفه روائح البخور
وتحت أظافره يخبأ غاباتٍ سريّة
من عطرٍ لا زال بكراً
مثل تلك الليالي تكون طويلة
والأنفاس لا تكفي لنهار الغد
والوجوه المزدحمة تتقاطع
نظرات الفرح والغبطة وربّما الحسد
وعند اقتراب عقارب الساعة
من قطع اللحم وحبات الأرز
خلا الجو من كل أولئك المتآخين
وبقي وحيداً قبل أن يقرع
بخطواته رصيف العبور للمجهول
تمر أغلب سنواتها عجافاً
كبقرات عزيز مصر السبع
لكن قد لا يتلوها سمانٌ أخرى
صغيرة هي الحياة يا هذا
وقبيحة وفاتنة في آن
وأقدارنا مكتوبه بحبر سري
على جبيننا ونحن متشبثون
بحبلنا السرّي المفضوح
ولدنا وأبصرنا وعشنا عشقاً
غريزياً دعاهُ فرويد "الحب الفموي"
لصدر سيدةٍ حليبها كالسكر
عرفنا فيما بعد أنها "أمّنا"
كبرنا ونحن نجهل معنى الميلاد
والبلوغ والتعايش وأعياد العشاق
وعبرات الحضور والغياب
خدعونا باسم "عشق الروح"
وما حولنا يضج بعشق الأجساد
والملابس الداخلية وحفلات الرقص
والشذوذ وشواطئ العراة
لننشأ مذبذي الهاجس
متناحري التفكير
لا نعي من الإنسانية
سوى حب الذات والجيب
والرغبّات التي نخجل من
الإفصاح عنها ولو سرّاً..!
