معدل تقييم المستوى: 26
. . . "سيرة حذاء قديم" حين نمزق جلده بالاستهلاك فتخور قواه وتضعف حمايته أو حين يصبح منظره بالياَ وسبباً للحرج أمام الوجهاء يركن إن كان ذو حظ عظيم أو يرمى في براميل مكشوفة في العراء! ذلك مصير كل حذا قديم! بل ربما لانكتفي بنفيه أو رميه أو هجره! ولا نتذكر رفقته في الدروب! فطبعنا الأناني يعشق نشره فوق حبال التذميم والتقبيح أمام الملأ! معرضين جلده الذي كان حامياً لنا يوماً لسهام المتشفين والحاقدين! فجأة يتحول لعدو بلا سبب نجلده بسياطنا بمباركة إسكافيّ الحيّ! نرفع أيدينا بالدعاء أن يحمينا من شر الأحذية الصينية المزيفة! لحظات قليلة كفيلة بنسيان عدد الخطوات التي مشيناها سوياً به أو معه أو فوقه! لحظات كفيلة بأن يباع ويهان ويعرّى كما لو لم يكن يوماً من مقتنياتنا العزيزة! ليس ذنبه أنه لا يستطيع إختيار قدره! مصنوع بأخطاء بشرية متتالية وستتوالى حتى يغرز آخر خيط في قلبه! لم يكن إختياره أن يكون حذاء صيني شعبي يعشقه الكادحون وعاشقوا التعب مشياً يسير على غير هُدى باحثاً عن أقدام حقيقية تتقدم ولا تتراجع! وليست خطيئته أنه عشق قدمين كانتا من عشّاق أحذية جوتشي! خطيئته الوحيدة أنه صدق أن الحب ينبت في قلوب النساء من الجذور! وأنه لم يعي أن كلمات الأنثى عن حذائها الجديد لا تتجاوز عتبات أبواب قاعات الحفلات! وحديثها عن أصله وقيمته ليس إلا محاولة نسائية لإغاظة قرينة لا أكثر! - لفتة يائسة: إلى طفلٍ لم يولد بعد: لن تحبك أنثى يوماً أكثر من حقيبة كريستيان ديور أو أحمر شفاه شانيل! - لفتة سوداوية: فازت الخربشة أعلاه بجائزة "جوتشي Gucci" للآداب و"بيربري Burberry" لخدمة الأنثى!